ثم قال شوقي رحمة الله تعالى عليه: أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه والرسل في المسجد الأقصى على قدم لما رأوك به التفوا بسيدهم كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم صلى وراءك منهم كل ذي خطر ومن يفز بحبيب الله يأتمم جبت السماوات أو ما فوقهن دجى على منورة درية اللجم ركوبة لك من عز ومن شرف لا في الجياد ولا في الأينق الرسم هذه الأمور يعجز العقل عن تقبلها، وإنما يقبلها إذا علم أنها من عند الله، فالذي يجعلنا نؤمن برحلة الإسراء والمعراج ونردد ما قاله الصديق رضي الله عنه وأرضاه: إن قالها فقد صدق، الذي يجعلنا نقبلها أن الله ورسوله عليه الصلاة والسلام أخبر بذلك، لهذا استنبط شوقي هذا الأمر، وهنا تتجلى بدعة الشعراء وقدرتهم الفنية، فقال شوقي معقباً على تلك الأحداث التي مرت معنا في لقاء مضى، قال معقباً: مشيئة الخالق الباري وصنعته وقدرة الله فوق الشك والتهم وقدرة الله فوق الشك والتهم وإلا إذا جعلنا الأمر على ما يقتضيه العقل فلا يمكن أن يصدق أو يقبل أن أحداً عرج به إلى السماء السابعة، وقبل ذلك سرى به إلى المسجد الأقصى وكل ذلك في برهة من الليل، لكن لما كان هذا تدبير وتقدير العزيز العليم آمنا به وصدقنا به، وعلمنا أن هذا من دلائل الله احتفاء الله برسوله صلى الله عليه وسلم.