والسجود يقع أيها المبارك -كما دلت عليه سنة أحمد التي نحن نتلمسها في هذه المدائح- على أحوال: يقع السجود كجزء من الصلاة فرضاً ونفلاً، وهذا ظاهر.
ويقع السجود سجود تلاوة، وذلك في أن يقرأ الإنسان آية سجدة فيسجد، فهذه قد جاء في السنن والمسند:(أن الرجل المؤمن إذا قرأ القرآن فمر بآية سجدة فسجد يعتزل الشيطان يبكي، ويقول: يا ويلاه أمر بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار) فهذه الحالة الثانية للسجود.
الحالة الثالثة: سجود الشكر، وذلك أن يبشر الإنسان بدفع نقمة أو بحلول نعمة فيسجد، وسجود الشكر على الأظهر لا يلزم له طهارة؛ لأن الإنسان لا يدري على أية حالة يبشر، والقبلة يجتهد فيها قدر الإمكان، وغالباً أن الإنسان في بلده أو في موطنه يعرف اتجاه القبلة، لكن لو فرضنا أنه في سفر ولم يكن قد تبينت له قبلة فيسجد على أي حال كان:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة:١١٥].
فالمقصود أن سجود الشكر حالة وسجود التلاوة حالة، والسجود داخل الصلاة فرضاً ونفلاً حالة.
ويبقى سجود يكون داخل الصلاة ويسمى سجود السهو، وهذا له أسبابه، من ترك ركن نسيان ركن أو نسيان واجب، وفي كل الأحوال يسبح الإنسان ربه، ويتوسل إلى خالقه ومولاه، ويسأله من خيري الدنيا والآخرة، يقول صلى الله عليه وسلم كما بينا:(أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن -أي: جدير وحري- أن يستجاب لكم).