ودل كذلك خبر وفاة نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله جل وعلا منح أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواليه شرفاً لا يضاهى، وعزاً لا يبارى ألا وهو تولي غسل ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والميت أولى به قرابته وعصبته، والصديق رضي الله عنه له مكانته وكذلك عمر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، لكن الميت أولى به القرابة والعصبة هذا الذي دل عليه الشرع، وهذا الذي وقع فعله من الصحابة، فقد تولى غسله علي ونال الشرف الأعظم؛ لأنه هو الذي باشر غسل النبي صلى الله عليه وسلم، والعباس عم رسول الله، وابناه: قثم والفضل، فكانا يقلبان الجسد الطاهر الشريف، ولم تكشف لرسول الله عورة، وكان شقران وأسامة يسكبان الماء، فهذا شرف لا يضاهى ومجد لا يبارى.