ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم تآمر المشركون عليه في دار الندوة، فجاء إبليس وحضر الاجتماع في صورة شيخ نجدي،
و
السؤال
لماذا حضر إبليس في صورة شيخ نجدي؟
الجواب
حضر إبليس في صورة شيخ نجدي لأن قلنا: إن الأقاليم كانت في شبه جزيرة العرب ثلاثة: الحجاز ونجد وتهامة، فالقرشيون قالوا قبل الاجتماع: لا يدخلن عليكم رجل من أهل تهامة، فإن هواهم مع محمد، فكان القرشيون يتخوفون من أي أحد في تهامة، ولو جاء وقال: أنا من تهامة ما قبلوه، ولا أخذوا عنه رأياً؛ لأنه كان يغلب على ظنهم أن أهل تهامة ينازعون في النبي صلى الله عليه وسلم ويعارضون قريشاً فيه، أي: أن هواهم مع هواه صلوات الله وسلامه عليه.
فعزمت قريش على ألا تدخل رجلاً من تهامة في دار الندوة، فهذا هو الذي دفع إبليس أن يأتي في صورة رجل من أهل نجد، لعلهم يقبلونه؛ لأن أهل نجد آنذاك لم يكن لهم علاقة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهم لا يعرف عنهم شيء لا قبول ولا رد ولا حياد، فجاء إبليس بهذه الصورة حتى يتمكن من الدخول، لا لعارض في قضية أن أهل نجد أو أهل تهامة أو أهل الحجاز أحدهم له فضل على الآخر، هذا كله ملغي غير موجود في السيرة، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:١٣]، فكان في الحجاز من نصر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في الحجاز من عاداه، وكذلك في كل بلد، وإلى اليوم يوجد في أصقاع الأرض من هو مؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، محب له، ويوجد في جزيرة العرب من لا يبلغ الإيمان في قلبه ما بلغ في قلب أخيه ذلك الذي بعدت دياره، ونأت مواطنه والعبرة عند الله جل وعلا بالتقوى، هذا حديثنا عن قضية الحجاز في الشعر العربي الذي مدح به النبي صلى الله عليه وسلم.