وفيه سركن الباشا أبو طوق جماعةً من الصالحية إلى قبرص، ومعهم جماعة من بني تغلب وغيرهم، ينسب لهم الشر ومقارشة الأمور والبلص، ولا قوة إلا بالله.
شوال، أوله الجمعة، يوم السبت، فيه، وهو التاسع، طلع المحمل والباش بعد الظهر، ونزل القبة، وإليه المصير.
[اكتمال حمام ملكة]
وفيه تم الحمام شمالي الدرويشية وقبلي السرايا وغربي الأخصاصية، وهو وقف على الحرمين الشريفين، واستأجره المستأجر بإحدى عشرة مايةً، مدة سنة، وأوقفه آغة البنات بالروم.
وفيه كملت مأذنة الدرويشية بعد هدها لشقوق في بدنها، وهو المدبر والمعين.
[خنق خمسة من الصالحية]
وفي يوم الخميس، ليلة الجمعة، ليلة الثالث والعشرين من شوال، خنق الباشا جميع المسركنين إلى قلعة قبرص وهم: الشيخ عبد القادر بن عمر ابن تغلب، والشيخ حسن التغلبي، ورسلان التغلبي، وصبي يسمى محمد ابن كزمات، من أهالي الجسر الأبيض، وشاب فاخوري من أهالي الصالحية كان معهم، وغسل الشيخ عبد القادر والشيخ حسن ودفنا في قبر واحد، والباقي في خشخاشة من غير غسل، ولا قوة إلا بالله.
يوم الأحد، رحل الباشا من المزيريب.
[هرب الشريف يحيى]
يوم الأحد، سافر الشريف يحيى بن بركات الحجازي، سلطان مكة، وتوجه إلى عند العرب، وكان ورد إليه فرمان بأن يسركن إلى رودس، ببلاد الروم، فلم يرض، وخرج هو وجماعته، ولم يقدر أحد يعارضه ولا يقف في وجهه، ومعه من جماعته جم كثير، شعلة نار. وقيل هرب إلى عند ابن مضيان، ومحله بين الحرمين.
وفي يوم السبت حادي عشرين شوال دعينا إلى الفيجة ومكثنا كم يوم، مع جملة أصحاب، وتلك الناحية كثيرة الأشجار، غزيرة الأنهار، طيبة الهواء، طيبة الماء.
وفي يوم الاثنين وصلت المزيربتية، والباشا رحل الأحد يوم الثالث والعشرين.
وفيه رخاء في الفاكهة، أرخى من الشام، والأسعار بيد الله تعالى.
وفي هروب الشريف يحيى، السابق ذكره، لحقه المتسلم والينكجرية والزعماء فلم يلحقوه، إلا بعض قفله وخزينته، وهرب عنها وهي ملآنة، وجعلوا الكل في قلعة دمشق، وثلة من عبيد له، جعلوا الكل في القلعة، قلعة دمشق.
ثم إن الشريف بعد أيام أرسل مكتوباً في الاحتفاظ على خزينته، وأنها تشتمل على أكياس وأموال وجوهر ومعادن ما يساوي ألف كيس، وإلى الآن لم يعلم له خبر، وهو العالم والولي بكل، آمين.
وفيه كملت مأذنة جامع درويش باشا والحمام قبلي السرايا وشمالي الجامع. والله ييسر كل خير.
ذو القعدة، وأوله الأحد، وفي آخره، دخل باشة الجردة إسماعيل باشة، الشهير بابن العظم النعماني، وذلك في بكرة النهار، يوم السبت التاسع والعشرين من ذي القعدة.
[عزل القاضي]
ذو الحجة، فيه عزل إسماعيل أفندي معين زاده الرومي من قضاء الشام، وتولى نيابة الباب، خليل أفندي المفتي، ثم ورد نائب الجديد، وهو نائب واحد، وهو نائب القسمة العربية.
وفيه جلس نائباً، صادق جلبي بن الخراط عن القاضي الجديد.
وفيه سافر خليل أفندي إلى الروم.
[حمام ملكة]
وفيه قلع بلاط وقبع في مقصورة الحمام الجديد، شمالي الدرويشية، والسبب أنهم أحموا الحمام بزيادة، ثم أُصلح، وهو من أحسن حمامات دمشق.
وفي يوم الوقفة، الثلاثاء، عمل معلم الحمام مولداً، ودعا أكابر وأعيان.
وفيه خرج باشة الجردة وسافر على اللوان، ولم يعمل موكباً.
وفيه وردت مكاتيب العلا، وفيها أخبار بحسن حال الحج، وأنه في غاية الأمان والحمد لله تعالى.
[سنة ١١٣٧]
[سنة سبع وثلاثين وماية وألف]
١٩ - ٩ - ١٧٢٤م
[حكومة دمشق]
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والعجمية، السلطان أحمد بن محمد خان، وباشة الشام عثمان باشا، بالحج الشريف، وقاضي الشام محمد أفندي بيري زاده، بعد لم يدخل، وبعد الفتوى لم ترد، والعلماء والمدرسون على حالهم.
أول محرم الثلاثاء، في يوم الأحد سادس الشهر دخل قاضي الشام عند المغرب، جعل الله قدومه خيراً.
صفر، ثالثه، وهو يوم الأحد، دخل الحج الشريف. وفي يوم الاثنين منه، دخل المحمل والباشا، ودخل قبله خمسة باشاوات منهم ابن العظم أمير الجردة وغيره، ودخل قدام الباشا أعيان الشام من الموالي والكتاب وغيرهم، وخلفهم أرباب الزرديات، جماعة الباشا نحو ستين مدرعاً، والقوة لله سبحانه.