في آخر الشهر طلعت الخزنة، وبلغ أن عسكر مصر المعين للعجم مر على الشام، وهم ستة آلاف، نزل البحر ثلاثة آلاف، والبر مثلها، ونسأله إصلاح الشان، والنصرة على هؤلاء الأعجام اللعان.
وفي تاريخ الشهر، كنا مع جملة أصحاب من مجلس فيه كل خدن نبيه في موضع نزيه، وذلك في ليلة الأحد، اثنا عشر الشهر.
[قهوة خبيني]
ذو القعدة، أوله الاثنين أو الثلاثاء، كنا في بستان في الشرف مطل على المرجة، غربي المولوية، وهو جنينة وقهوة يقال لها قهوة خبيني، ودخلناه في بكرة النهار، وهو كثير الأزهار، مترقرق الجداول والأنهار، أشرقت على صفا جوهر أنهاره شمس الشروق، كسطوع النور بلوامع البروق، مع فئة من الأصحاب، ممن شملهم بسط الوجه وبدا عليهم ما هو كنشو الشراب.
[دخول والي صيدا]
وفي يوم الثلاثاء، سادس عشر الشهر، دخل محصل حلب، كافل ترابلس من على اللوان، ونزل بمخيمه بالميدان الأخضر، وضرب له كم مدفع.
وفي السبت تاسع عشر القعدة، دخل إبراهيم باشا الكردي، كافل صيدا حالاً، وكافل ديار بكر سابقاً، وغيرها من المناصب، ونزل بصدر الباز بالميدان الأخضر في مخيمه، والمحصل عند التكية، والله يحسن الأحوال بمنه، آمين.
وفي الثلاثاء، ثالث عشرين القعدة، أرسلت لولدنا الشيخ إبراهيم أفندي مكتوباً، نثراً ونظماً، فنذكر بعض المكتوب الأول، لأن بقية المكتوب سلامات لبعض أصحابنا الحجاج. بل نذكر خطبة المكتوب، وأما بعد وما يليها من تناظم المكتوب.
وفي آخر الشهر، وصل أوائل العسكر المصري المعين للعجم، ولاقا لهم بعض قول الشام.
وفي يوم الاثنين ثاني عشرين القعدة، سافر لملاقات الحج محصل حلب واسمه عثمان باشا من على اللوان.
وسافر إبراهيم باشا في ثمان وعشرين الشهر، والله ييسر كل خير آمين.
ذو الحجة، أوله الخميس أو الجمعة، وعلى الأول فالوقفة الجمعة، وكانت في دمشق السبت إذ لم يثبت الهلال يوم الخميس، ونودي على ذلك مراراً، بل كان ذلك على حساب الشهر الذي قبله.
[نزهة في سقبا]
وفي يوم الجمعة ليلة السبت ذهبنا في سابع عشر الشهر إلى سقبا، إلى عند صاحبنا يوسف السقباني، ومكثنا ثلاث ليال ويومين، وزرنا عبد الله ابن سلام الصحابي رضي الله عنه. وكان يوسف قد أخذ عنا الطريقة وصحبنا، وكان له محبة أكيدة وهو إلى الآن، ونزلنا يوم الاثنين بكرة النهار.
[صدري زاده]
وفي يوم الأربعاء رابع عشر من ذي الحجة، توفي قاضي الشام إبراهيم أفندي صدري زاده، وصلي عليه العصر بالجامع ودفن عند بلال.
يوم الخميس، خامس عشر من الحجة، كان درس الفقه بدارنا بمحلة الأمير المقدم بالصالحية، في الوكالة، ولم أذهب للمدرسة للمشقة.
[بستان الدينارة]
يوم السبت رابع عشرين ذي الحجة، كنا ببستان الدينارة ومكثنا يوماً وليلة، وفيه من الحموي شيء كثير، وفيه فرقة من نهر داعية أو عقربا. ومنه الزلفى وحسن المآب.
[سنة ١١٤٦]
[سنة ست وأربعين وماية وألف]
١٣ - ٦ - ١٧٣٣م
[الحكومة]
محرم الحرام، وسلطان مملكة الروم وبعض العرب والعجم السلطان محمود بن السلطان مصطفى خان، وباشة الشام عبد الله باشا، وقاضي الشام صدري زادة المتوفى قبل تاريخه، والمفتي حامد أفندي ابن العمادي.
أوله السبت كنا ببستان الباشا.
[حفلة زفاف]
ثالثه الاثنين، دعينا لعقد صاحبنا السيد بكري ابن صالح جربجي القلعجي، من دولة قلعة دمشق، وذلك على بنت السيد إبراهيم بيك ابن السوقية.
يوم الخميس السادس من الشهر، كان درس الفقه بدارنا بحكر الأمير المقدم بالصالحية.
يوم الأحد، كان زواج السيد حسين بن بلبان الصالحي ببنت القاضي عبد الرحمن ابن المعاريكي.
[بستان الباشا]
يوم الثالث عشر فيه، يوم السبت، كنا ببستان الباشا بحكر العارض في الطريق، شمالي باب جامع السادات، ومعنا العالم الأمجد الشيخ حسن المغربل النحوي الفقيه الشافعي، والشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمد التركماني ثم الشاغوري، وتذاكرنا في علوم عديدة في الإعراب والموسيقى والعروض، ونظمنا لأشياء، ونسأله الإحسان.
[بستان الدينارة]
وفي يوم السبت، واحد وعشرين محرم الحرام، كنا ببستان الدينارة أيضاً بالغوطة مع جماعة من الأخلاء والأصحاب، ومكثنا يومين السبت والأحد ونزلنا يوم الاثنين، النهار.
يوم الأحد، يوم الثلاثين من محرم ورد الكتاب.