للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الخامس والعشرين جاء الكتاب.

[الشيخ محمد عقيلة]

وفي سنة خمسين وماية وألف، في أولها، توفى العالم العارف الشيخ محمد عقيلة بمكة. أخذ عن الشهاب أحمد النخلي الخلوتي، وأخذ عن مفتي الحنفي العجمي والكوراني الشافعي وغيرهم، وذهب للروم وبغداد، وزار سيدي عبد القادر الكيلاني.

صفر، أوله الأربعاء، يوم الأحد رابعه دخل الحج الشريف، والمحمل يوم الاثنين، وهو في غاية من الحسن والجمال ولله الحمد والمنة.

يوم الأربعاء، في عشرين صفر، دخلت الخزنة المصرية.

شهر ربيع الأول، في أوله دعينا إلى بستان السنوبسكي بعزيمة أخينا السيد حسين الميداني، والضيافة لأجلنا، ودعا بعض أصحاب، وذلك أيام التوت، وفي هذه السنة، الفواكه غزيرة، وكلها كثيرة من كل صنف، ولله الحمد.

[تكية العسالي]

وفي ليلة خامس عشره، ليلة السبت، أول ربيع الأول، السبت توجهنا لزيارة الشيخ أحمد العسالي شيخ أحمد باشا الكجك. والتكية مكانها نزيه مشروطة على السادة الخلوتية، وهي التي عند قبة الحاج.

[صفا الأيوبي ورحمة الله أفندي]

ربيع الثاني، أوله الاثنين، في آخره توفي الشيخ صفا الأيوبي وفيه توفي رحمة الله أفندي، وكلاهما بلغا إلى الثمانين، وداخلان على التسعين.

[المؤلف يمدح الوالي]

وفيه نظمت لأبيات لسليمان باشا الوزير وكان أرسل إلي هدية قبل اجتماعي به وتعرفي، فمدحته عوضاً عما أفاد، وهو من أهل العلم والمطالعة، لا يفترعه عند فراغه من السرايا قرب العصر، ثم أتبعت بمدح الحكم السياسي:

الملح أنتم والملاحة فيكم ... لولاكمو هلك الأنام وبادوا

والعدل فيكم ظاهرٌ متكاملٌ ... والفضل فيكم في القديم معاد

لازلتمو دوم الدّوام مؤيّدين ... بنصرةٍ فيها السعادة والرشاد

دمتم بهذا القطر بهجة نوره ... كالصبح يسفر بالضياء يعاد

سموت علوّاً في الأنام ورتبةً ... يكون سهاها دونها فيقاد

[بشرى للوزير]

جمادى الأولى، أوله السبت، رأيت مبشرة لجناب الوزير في بقائه بدمشق في هذه السنة، وكان ستة عشر في جمادى الأولى، وهي موجهة من اثني عشر يوماً: الوزيرية على المملكة الشامية، وبقائها عليه، فيكون التوجيه بعد ستة أيام من جمادى الأولى.

وفيه قرأنا في المغني، وهو حرف الكاف، بإعادة الشيخ عبد الله الحنفي الصالحي، ومقدار مكث الدرس ١٥ درجة.

[عبد الرحمن السفرجلاني]

وفي يوم الثلاثاء، ثامن عشرين جمادى الأولى، توفي إلى رحمة الله العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن أفندي بن سي عمر السفرجلاني، مدرس الجقمقية، وكان فاضلاً بحاثاً في العلوم في مجلسه، لا يذكر أمر التجارة، بل دأبه مذاكرة العلم والمطالعة.

وكان جريئاً لا يهاب حاكماً ولا سلطاناً إذا كان بالحق، وحفظ لإخلاصه وصدقه جم العلوم.

درس بالسليمية، ثم بالمدرسة الجوزية، ثم وردت عليه المدرسة الجقمقية، وصارت الجوزية على غيره. وصلي عليه الظهر بالجامع ودفن بالباب الصغير عند تربتهم، رحمه الله وعفا عنه.

جمادى الثانية، وأولها الجمعة.

[القاضي أحمد بن الخياط]

وفي يوم الأحد، ثاني عشر جمادى الثانية، توفي القاضي أحمد بن القاضي محمد بن الخياط إلياس، كاتب بالمحكمة الغربية بدمشق، وصلي عليه الظهر بالسليمية، ودفن بسفح قاسيون شرقي مزار الشيخ عبد الهادي، عفي عنه.

رجب المبارك، وأوله الجمعة، رابعه، يوم الاثنين، كانت أول الخلوة البردبكية بدمشق، نواحي الأبارين في جامع الأمير بردبك، رحمه الله، وحضر يوم الخميس أكابر وأعيان، ودعوا ودعونا، تقبل الله من الجميع بمنه، آمين.

شعبان وأوله الأحد، وقيل السبت، وثبت ذلك لدى القاضي برؤية الهلال ليلة السبت.

وفيه خلوة السيد يوسف المالكي بعمارته التي أنشأها قبلي المدرسة القشماسية، غربي الخانقاه الأحمدية.

[ختمة]

وفي ليلة الجمعة، ثاني عشر الشهر، وقيل ثالث عشره، دعينا إلى حضور ختم عند جارنا وصاحبنا وقريبنا الشيخ محمد بن القاضي أحمد، السابق ذكره، جعله لوالده المذكور، ودعا علماء وصلحاء، ودعونا الله جميعاً له بالسرور والحبور وسعة المنزل والصفا والسماح والمغفرة والرحمة.

تهليلة

<<  <   >  >>