للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوم الثلاثاء، ثالث ربيع الثاني، كنا عند حضرة حامد أفندي المفتي، وفي أثناء المجلس بعد ظهر ذلك اليوم، أرسل إليه سليمان باشا لحضور ديوان كان في مصطلح من المصالح، فتوضى وصلى الظهر، ثم ركب وذهب إلى السرايا، والله يصلح الراعي والرعية بمنه آمين.

[بستان الدواسات]

يوم الثلاثاء عاشر الشهر، كنا ببستان الدواسات، قرب الربوة، وذهبنا نحن وجماعة من الطلبة، والشيخ عبد الله المعيد، وعملنا درسنا في المغني هناك في حرف الراء في بحث رب، إلى المساء، ولم يسبق ذلك لغيرنا، وله الحمد والمنة، ومقدار مكث الدرس خمسة عشر درجة.

وفي هذا اليوم، أي يوم الثلاثاء، كان أول شروع ولدنا سعيد في تعمير الطبقة قبلي دارنا في الحريم، كان الله له عوناً ومعين، آمين، وذلك في الثلاثاء سنة ١١٤٨.

[فرح سي علي]

يوم الأربعاء حادي عشر الشهر، دعينا إلى فرح سي علي بن دعبول بالشاغور، لزواج ولده الشاب الخالي العذار. ودعا خلقاً كثيراً، ولم يأخذ من أحد شيئاًن بعد الكلفة البالغة، وبقي هذا الفرح أياماً.

[مصطفى سنان]

وفي يوم الأحد، ثاني عشرين ربيع الثاني، توفي مصطفى آغا بن أحمد أفندي بن سنان، بقصرهم بالجسر الأبيض، وصلي عليه بجامع التوبة بدمشق، ودفن بالدحداح بالجانب الشرقي.

ليلة السبت، آخر الشهر، كنا بقرية سقبا.

[مصرع آغة الينكجرية]

جمادى الأولى، أوله الأحد، ثانيه الاثنين، قتل القول آغة الينكجرية لعدم إعطاء العلايف، ومطاله إياهم، والمطل مذموم.

يوم الأربعاء، نزلنا من سقبا، وذلك يوم رابع الشهر.

[الشيخ محمد بن يلبان]

يوم الأحد ثامن جمادى الأولى، توفي الشيخ محمد بن شيخ الإسلام شمس الدين محمد بن بلبان الحنبلي، وصلي عليه الظهر بالسليمية، ودفن تحت الكيلانية بالروضة في سفح قاسيون.

الثلاثاء عاشر الشهر، كنا عند حامد أفندي لحساب لنا عنده، وعنده مطل سامحه الله، وكان عنده السيد عبد الله أفندي العجلاني، النقيب سابقاً. وفي يوم السبت رابع عشر، نزل المطر الوسمي، ومنه الفضل والإحسان.

[بستان بهرام]

يوم السبت ثامن عشرين جمادى الأولى، كنا نحن وجماعة من الخلان ممن تجلى في جيده فم الزمان، وذلك في بستان بهرام، ونظمت فيه:

سقى النّيرب الشّامي رذاذ من القطر ... وحيّا رباه زاكي الطيب والعطر

جمادى الثاني، وأوله الثلاثاء، ذهب في أوله كافل دمشق سليمان باشا إلى الدورة.

[دار المؤلف]

وفي يوم الثلاثاء خامس عشر الشهر، حضر إلى عندنا بعض الأفاضل إلى دارنا بمحلة الأمير المقدم الظاهري، وقال لي بعضهم عن تاريخ عمارة القاعة السعيدة الجديدة فقلت، هي في سنة تسع وعشرين، فقال: هل نظمتم شيئاً؟ قلت له نعم، فأنشدته القصيدة فيها وهي قولي من بحر الطويل في بركتها المثمنة المرخمة:

وفوّارة في كأس ماء تكوّنت ... كجوهرةٍ بيضا تساوت جوانبا

وفي ليلة الاثنين رابع عشر الشهر، رأيت مبشرةً، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم في مربع جالس، وقال لي: إن الله يصلي عليك وعلى أهلك وعلى جماعتك أجمعين، فسررت سروراً لم أر قبله ولا بعده، ولله الحمد.

[الصراع بين الباشا والأعراب]

وفي يوم الخميس سابع عشر الشهر، بلغ خبر بأن الباشا طلع عليهم العرب، وأخذوا حصةً من العسكر وقتلوا منهم خلق، فنهض الباشا وحمل عليهم عسكره فكسرهم، وإنما كسروا العرب العسكر أولاً بحيلة فعلوها، أنهم لما رأوا العسكر هربوا قدامهم، وأبقوا الميرة ونحوها، فاشتغل العسكر بالنهب، فكرت عليهم العرب فكسرتهم، ثم قام العسكر والباشا دفعةً فكسروهم، وقتلوا نحو مايتين منهم، وهو الفعال لما يريد.

وفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الثاني ورد قاضي، ويسمى عفتي أفندي الرومي، قيل معزولاً من قبرص، وقيل من حلب، ومراده الحج، ولا يحكي العربية.

رجب، وأوله الأربعاء. وفي ليلة السبت حادي عشر صار بدمشق زلزلة ظاهرة. والله يلطف بالعباد. إنه بعباده حليم.

[الشيخ إبراهيم بن القاضي]

وفي يوم الثلاثاء، رابع عشر الشهر، توفي الشيخ إبراهيم ابن القاضي عبد الحي البهنسي بسكنه بالصالحية، بمحلة السكة.

<<  <   >  >>