للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الخميس ثالث عشر ربيع الثاني، توفي الشيخ محمد بن حجيج الخلوتي. أخذ عن الشيخ أحمد البرزالي الخلوتي، وجلس بعد البرزالي المتوفى سنة في زاوية عمر جلبي السفرجلاني المرقومة على أرباب الطريقة، وجعل عليها وقفاً ومبرات وتعيين، وأول من نزلها ملا مسكين الكردي وجماعته، ثم البرزالي ثم الشيخ محمد المذكور، واجتمع عليه جماعة شيخه أحمد السابق ذكره، ودفن الشيخ أحمد تحت رجلي شيخيه السيد محمد العباسي الخلوتي، وزين القضاة عيسى الخلوتي بتربة الدحداح، ثم صلي على الشيخ محمد بالجامع ودفن بالباب الصغير شرقي بلال.

[اشة جدة في دمشق]

جمادى الأولى. دخل كيخية ناصيف وهو خليل، باشة جدة، كافلاً لجدة، وبلغ أن النصارى جاؤوا لابن عثمان بمفاتيح القلاع التي وقع الصلح عليها، ودفعوا مال الفكاك ومال الجزية، أما مال الفكاك فهو مقدار ما تكلفه السلطان في هذه السفرة، وبلغ أن المشيخة الإسلامية صارت إلى عطا الله زاده.

[رجل يعثر على طميرة]

وفيه رأى رجل طميرةً في دار استأجرها من السيد محمد بيك، متولي وقف لالا مصطفى باشا، والطميرة نحو مائة وواحد وسبعين غرشاً، فاستفتوا عليها لمن تكون، فكانت للسيد محمد بيك.

وفيه أعطى الباشا لكيخيته سبعين ألف أشرفي، كذا قيل. وفيه سافر شيخنا ملا إلياس إلى الحج، ومراده المجاورة.

[الباشا يركب على الدروز]

جمادى الثاني فيه برز ناصيف باشا إلى الميدان الأخضر، ومراده الركوب على الدروز، ووعدوه بعشرين كيساً فلم يرض.

وفيه وردت كفالة بعلبك، وجعل الحاكم فيها الأمير إسماعيل بن الحرفوش، وأعطاه في هذه الركبة خمساً وعشرين كيساً، وخيلاً وبغالاً وغير ذلك، وأخذ من صفد ونابلس مثلها، ثم أرسل له الأمير حيدر خمساً وعشرين، فعاد رجع وترك الركوب.

[الشيخ محمد الأكرمي]

وفي خامس عشر رجب، توفي الشيخ محمد بن الشيخ محمد الأكرمي من خدام الشيخ محي الدين الأكبر، وصلي عليه بالسليمية ودفن بالسفح.

وفيه خف الطاعون عما كان.

[وفاة خالة المؤلف]

شعبان، في العشرين منه توفيت صالحة الصالحة، وكانت شقيقة والدتي، وصلي عليها بالخاتونية، ودفنت بالروضة قرب الموفق.

[قتل عمر النابلسي]

وفيه قطع الباشا يد رجل نابلسي متعمم يقال له عمر أفندي يعرف التركية والعربية والخط، وأما الخيولية، فلا يوجد أخيل منه مع أنه مقطوع الرجل، وكان ماهراً جداً في الشطرنج، ولا يخرج من بيوت الأكابر، فأرسل أخذه للمرجة وكان هناك، فقطع يده وأركبه حماراً وأرسله للمارستان، وكان فقيراً مقطوع الرجل يمشي بكناسة، ولا يسبقه أحد في الخيولية، والآن واقف عليه حكيم باشي وجراح باشي. وسببه أنه كان يكتب برديادنات للناس عن لسان الباشا، ثم توفي عمر أفندي بعد أيام وصلي عليه بالجامع ودفن بالباب الصغير.

[الباشا يوزع الهدايا]

[شهر رمضان]

في رابع عشره، أخذ الباشا يفرق الأموال على الفقراء وأرباب المدارس والجوامع والأئمة والخطباء ما ينوف على عشرين كيساً، ويرسل لمشاهير العلماء والأعيان الجوخ المكلف والسجادات والمناشف الملاح والتحف فيما يناسب، وبعضهم خلعات أصواف وجوخ والدشمايات. والآن كتبوا أسماء المدارس.

وفيه ورد حج من الروم، وسمع أن الباشا يطلع في العشر الأول من شوال.

[شهر شوال:]

في الخميس عاشره، طلع الباشا والمحمل، وتقدم هو، ثم البيارق، ولم يوص على دولة الشام أصلاً، وأمر القاضي والعلماء بالتقدم إلى قبة الحاج، ومشى أولاً دكم من الخيالة والمحمل، ثم البيارق والطبل والزمر إلى الآخر.

وفي يوم السبت الثاني عشر ورد الحج الحلبي والأعجام، وفي الاثنين الرابع عشر، طلع الحج.

علم الأمراض

<<  <   >  >>