وفيه، بعد قتل الوزير في الحرب، جلس للوزيرية خليل باشا، ثم جيش ثانياً بعساكر جرارة ولحق العدو.
[الشيخ محمد بن الحكيم الصالحي]
وفي أواسط ذي القعدة، توفي الشيخ الصالح الفاضل الشيخ محمد بن الحكيم الصالحي فجأةً، بكرة النهار ورأيته ليلة ذلك، كان على أصح وجه بداره في الحارة المقابلة لحمام الأمير المقدم، وعليه وظائف وعثمانية في التكية السليمية والمارستان القيمرية، وكان مقيماً بجنينته الكائنة تحت مادنة القلانسية، وكان أصلها دار بني عبادة القضاة، وعمر بها مقعداً نزهاً وقاعةً لطيفةً، وزاد في الجنينة المذكورة محاسن وأزهار عزيزة كثيرة. وكان منزوياً في حاله، ولا يأتي إلى عنده إلا معارفه. وصلى عليه العصر الشيخ إبراهيم بن حسين الأكرمي الصالحي بجامع السليمية، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون، وأوصى ببعض مبرات ربما تتم، وذلك يوم الاثنين خامس عشر ذي القعدة.
[أسعد البكري]
وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي القعدة، توفي أسعد أفندي ابن أحمد أفندي البكري، وصلي عليه عقب الجمعة، ودفن في تربة الشيخ أرسلان، حيث أهله، وصلى عليه مولانا الشيخ عبد الغني.
[ابن البايكي]
ومات الريس ابن البايكي، السيد عبد الأعلى، بالصلاة، وكان الجمع متوفراً، ودفن بتربة الشيخ أرسلان، قدس سره.
وفي يوم السبت سابع ذي الحجة، دخل عبد الله باشا الكبرلي باشة القدس، دمشق، أميراً للجردة، ونزل دار عيسى آغا المتقاعد، قبلي الجامع الأموي.
وفي تاسعه يوم الاثنين، دخل السيد أحمد سعيد قاضي الشام من الروم، ولاقى له كتاب المحاكم والمدرسون والنواب، والله يجعل قدومه خيراً، ونزل على الصالحية، وكان بعض مطر.
[خروج الجردة ١٥ الحجة]
وفي يوم الأحد خامس عشر ذي الحجة طلعت الجردة، ومعها عبد الله باشا وبعض كواخي الباشات، وكان في الشهر خمسة عشرة يوماً، وكان في السابق تطلع الجردة في أربعة في محرم الحرام، والله يدبر أمور عباده ويصلح الراعي والرعية، إنه بعباده رفيق.
[محرم الحرام سنة ١١٢٩]
[تسع وعشرين وماية وألف]
١٦ - ١٢ - ١٧١٦م
[الحكومة]
وسلطان الممالك الرومية الإسلامية وبعض العجمية والعربية السلطان أحمد بن السلطان محمد خان، وقاضي الشام السيد سعيد أفندي، وباشة الشام إبراهيم باشا في الحج الشريف، والمفتي محمد أفندي العمادي، والموالي والمدرسون بحالهم، وأوله الأربعاء.
[سقوط تمسوار]
وفيه شاع أن الفرنج أخذوا دمشوار، من مدن الإسلام الرومية.
[اغتيال شيخ البقاع]
وفيه، في البلاد البقاعية، قتل يزبك شيخ قرية بر الياس، وشيخ البقاع كلها آناً، قتله شيخ البلاد كنعان المعزول عنها به، وقتل أخاً له، وأفراداً من أهله، لأنه نزل عليه بداره بر الياس، ومعه جماعة من الدروز وغيرهم. قيل وأرسل إليه إلى دار بها كنعان، فقتله صبراً وأشهره، وحمل رأسه ورأس أخيه على رمح، وخرج من القرية وهو يقول: أنا القاتل، لا تستغرموا أحداً. ثم جاءته الكبسة إلى جب جينين قريته، من البقاعيين والدولة ومن باقي البلاد، وأحاطوا فيه، ومسك ولده، وهرب هو. والحاصل: واقع عليه الطلب.
وفيه خرج بعد ذلك جماعة من الينكجرية والدهماء والسباهية لأجل مسك كنعان القاتل، والممسوكين في الأول مودعون في الحبس.
وفيه أنشدني صاحبنا الأعز الأريب الماهر حسين آغا تركمان بن حسن، كيخية الينكجرية، قصيدةً للقيراطي يمتدح دمشق.
[أخبار الحج]
وفي يوم الجمعة، الخامس والعشرين، وصل سبق الحج، رجل من الصالحية، فارق الحج في الزرقا، وأخبر أن الحج في عافية ولم يحصل ضرر. أما باشة الجردة، عبد الله باشا فطلع عليه العرب الكاينين، من هوى ظاهر السلامة، فقاتلهم وكسرهم، ولله الحمد.
يوم الأحد السابع والعشرين، وصل الوفد الشامي للكسوة، ودخل العشاء، أو بعده، على ضوء المشاعل.
يوم الاثنين ثامن عشرينه، دخل المحمل والباشا. والوقفة الثلاثاء، وفي دمشق، كان العيد الثلاثاء، والوقفة الاثنين.
[السلام على الحجاج]
وفي يوم التاسع والعشرين، سلمنا على بعض أصحابنا الحجاج، منهم مولانا الشيخ أحمد الغزي، المفتي الشافعي بدمشق، بخلوته الكاينة بالجامع الكبير، قرب داره.
أخبار عن باشا جديد