للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربيع الأول، وفيه توفي خطيب جامع الحشر الشيخ عبد الوهاب ابن الشيخ محمد، ودفن بالدحداح.

ربيع الثاني، لم يقع فيه ما يؤرخ. ولكن شفيت من المرض الذي كنت فيه، فتكون مدة التشويش نحو شهرين، وحصل الشفا ولله الحمد والمنة.

جمادى الأولى، أوله الثلاثاء.

ليلة الأحد خامس الشهر، جاء الباشا بشارة الاستقرار.

جمادى الثاني، وأوله الخميس، وقيل الأربعاء.

[الأمطار والثلوج]

السادس عشر، فيه نزل ثلج كثير بدمشق، وبقي أياماً لم يفتر. وقبله كان نزل مطر غزير لم ير مثله من زمان كثير.

رجب، أوله الجمعة.

العاشر فيه يوم الاثنين أول الخلوة البردبكية بدمشق، وحضر أعيان وأكابر وغيرهم، والله يوفق لما يحبه ويرضاه، ويقبل منا اليسير ويعفو عن كثير.

[الخلوة وعلماء الشام]

وحضر كثير من الأعيان. من أصحابنا: سعيد أفندي النقيب مدرس القزمازية، محمد أفندي الكنجي من مدرسي الجامع، الشيخ محمد أفندي الغزي من مدرسي الجامع، الشيخ أحمد العجلوني الفقيه الشافعي، الشيخ إسماعيل مدرس قبة النسر، الشيخ عبد الرحمن أفندي المنير، وأخوه محمد بن الشيخ مراد، وحسن أفندي القاضي الكبير، وغيرهم مما لا يحصى والله أعلم.

شعبان، أوله الأحد، دخل قاضي الشام باقي زادة.

[أحمد ابن قرنق]

في ثامن عشره توفي أحمد آغا ابن قرنق كاتب السليمية، وذلك يوم الأربعاء، وصلي عليه بالجامع ودفن بالباب الصغير، وصباحيته بالسنانية.

في السبت سابعه، دخلت الخزينة المصرية.

وفي نصفه، سافر قاضي الشام صدري المعزول يوم السبت.

رمضان، أوله الأحد لثبوت شعبان السبت فأكملوا الثلاثين.

وفيه ورد بقية حج الروم.

شوال، أوله الأربعاء على ثبوت الحساب السابق في شعبان، مع إكمال رمضان ثلاثين.

رابعه، ورد الباشا من الدورة، وعلى ما حكي، قتل من جماعته خلق كثير. وأكثر أهل تلك البلاد، أصحاب قوة وبأس شديد.

[حديقة البهنسي]

وفي يوم الاثنين، سادس شوال، كنا في حديقة ببيت الشيخ إبراهيم البهنسي بالسكة، وفيها من الورد مما لا يحصى، وبها مكان مكين على نهر يزيد، وبها ورد قد انكفأ بعضه على بعض، وعطر بعرفه الطيب المحض، قد سار النهر في قبلته، وانكفى الورد عليه إلى جهته، وقد تراكم الزهر بها والبيلسان، وحط عارض الروض هذه السوسان، ورقي الشحرور وعلا منبر أيكته، فقام بخطبة للقوم في غير يوم جمعته، مع جملة أصحاب، حديث سمرهم مستطاب.

[مدرسة إسماعيل باشا العظم]

وفي ثامن شوال، كملت مدرسة ابن العظم كافل دمشق، ودرس فيها الشيخ مصطفى بن سوار، الفقيه الشافعي، وحضر الواقف وعلماء وعوام. وباب المدرسة في جهة الخياطين.

وفي الاثنين ثالث عشر شوال، طلع المحمل والباشا، وهو المسهل.

وفي يوم السبت الثامن عشر طلع الشامي والحلبي والجميع، والحلبي دخل يوم السادس عشر.

[حفلة زفاف]

في آخر الشهر دعانا الأخ موسى آغا، كاتب العربي بالسرايا سابقاً، إلى زواج ولده محمد آغا، الشاب الخالي العذار. تمم الله له فرحه بخير. وحضرت يوم ذلك. ومدة الفرح ثلاث آخرها ليلة الجمعة، أول ذي القعدة، أو ثانيه.

[ظهور فتحي الدفتردار]

ذو القعدة، أوله الخميس. في رابعه الأحد، ركب متسلم دمشق، ابن أخي الكافل، ومعه الينكجرية والسباهية والزعماء على بلاد الشوف، وجلس موضعه فتحي آغا الدفتردار، على ما قيل.

وفيه في قرية سقبا، قتل رجل ولده، دعسه برجليه حتى قتله، لكونه أنزل بيوردياً، هو وأولاد مثله من على الحمار، وغضب الأحمق جنون. وستر القضية الفلاقنسي، ولم يشعر أحد من الحكام، وكان الفلاقنسي له تكلم على القرية.

[فتنة جركس بيك]

وفي يوم الخامس والعشرين، قتل جركس، من صناجق مصر، لكونه عصى دولة المصريين، وجيش جيوشاً عظيمةً عليهم، وقطع السابلة والميرة عن مصر، وبقيت الفتنة بينه وبينهم ثلاث شهور، وجردوا عليه مراراً، ولم يظفروا إلا هذه، فهرب منهم في البحر فمسكوه وجيء برأسه.

وكان ضده الفقاري، من أعيان الصناجق فقتل بمصر بعده بخمسة أيام.

<<  <   >  >>