وفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شعبان توفي بالصالحية الشيخ سعد الشيباني التغلبي بن أرسلان، وأعلم له، وصلي عليه بالخاتونية، ودفن بالسفح.
[ظواهر طبيعية]
وفي الاثنين والثلاثاء، كانت تطلع الشمس حمراء جداً كما شوهد في الجدران، ويقع الجو محمراً أيضاً على خلاف العادة، وهذا معدود عند الحكماء من حوادث الجو، وقد تكون صفرةً، وقد تكون ظلمةً، وكان ذلك في الخمسينية بالصيف مع شدة الحر، والله تعالى أعلم بحقائق الأمور.
رمضان، وأوله الثلاثاء على ثبوت شعبان ثلاثين يوماً، وفي خامس عشره دخل الحج، ولكن قليل جداً، وأمين الصر.
شوال، أوله الأربعاء، في حادي عشره طلع المحمل ومعه يوسف باشا كافل دمشق، وأمير الحج الشريف.
[أحمد بن خيري]
وفي يوم الأحد، الثاني عشر، توفي الفاضل الأديب الماهر الشيخ أحمد بن خيري، كان رقيق الحاشية، لطيف المذاكرة، دائم الخير، حسن الملتقى ينظم نظماً حسناً، جيد الكتابة، له مشاكلة بكل شيء. دفن بالدحداح.
وفي يوم السبت الثامن عشر من شوال طلع جميع الحجاج جملةً من ساير الجهات. ونسأل الله لهم حسن الابتداء والختام.
وفي السبت آخر الشهر رجعت المزيربتية.
[أبو المواهب الحنبلي]
وفي يوم الأربعاء تاسع عشرين شوال سنة ١١٢٦، توفي المولى الهمام، وقدوة العلماء الفخام، العالم الروع المتفنن، الفقيه الفرضي المقرئ، محمد أبو المواهب ابن المولى المرحوم عبد الباقي الحنبلي. تولى الفتوى الحنبلية بدمشق، وأخذ الفقه عن والده والشمس بن بلبان البعلي ثم الصالحي، وأخذ عن البدر المحسن الأسطواني، وقرأ طرفاً على الفتال وغيرهم، وأخذ بمصر عن الشيخ سلطان المزاحي والبابلي والسيف اللاقاني والشبراملسي وغيرهم. وحج مرات، وأخذ بمكة عن ابن علان وغيره.
والحاصل، أنه أخذ العلوم عن كثير من أجل العلماء بدمشق ومصر والحجاز فيما نقلنا بصورته من ثبته، فمنهم الشمس محمد البطنيني الشافعي، ومنهم الشيخ منصور بن علي الطوخي المصري ثم المقدسي ثم الشافعي نزيل الصابونية، ومنهم الفقيه الشيخ محمد بن بركات الكوافي الحمصي، ومنهم الشيخ إبراهيم بن منصور الفتال، ومنهم الشيخ العيني، ومنهم السيد كمال الدين ابن حمزة، ومنهم الشمس ابن بلبان البعلي ثم الصالحي، ومنهم الشمس محمد بن عبد الهادي، ومنهم الشيخ رمضان بن عطيف، ومنهم الشيخ رجب بن حسين الحموي الأصل ثم الدمشقي الميداني.
ومنهم الشيخ محمد بن تاج الدين بن محاسن، الخطيب بالجامع الأموي، ومنهم الشيخ محمد بن محمد بن الاسطواني، ومنهم الشيخ محمد البابلي، ومنهم الشيخ محمد بن سليمان المغربي السوسي الزوراني نزيل الحرمين، ومنهم الشيخ إسماعيل بن الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي، ومنهم النجم العرضي، ومنهم الشيخ سلطان ابن أحمد بن سليمان المزاحي بمصر، ومنهم محمد بن علان الصديقي، ومنهم العلاء القبردي الصالحي، ومنهم الشيخ نور الدين الشبراملسي المصري، ومنهم النجم العرضى، ومنهم الملا محمود الكردي، ومنهم الشيخ رمضان العكاري، ومنهم الشيخ العارف والعلامة أيوب الخلوتي البقاعي الأصل الصالحي المرقد، ومنهم الشيخ عيسى الثعالبي الجعفري الهاشمي نزيل الحرمين، المالكي الحافظ المحدث المحقق، ومنهم الشيخ يحيى بن محمد الساوي الجزائري المالكي، ومنهم غرس الدين الخليلي ثم المدني الأنصاري المقدسي الأصل، ثم المدني الأنصاري الشافعي، ومنهم الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني، ومنهم الشيخ عبد القادر الصفوري الفقيه الفرضي، ومنهم الشيخ خير الدين الرملي الحنفي، كذا في ثبت المترجم.
[دروسه]
وكان رحمه الله ذا ثروة باذخة ومتاجر وعلايف. وكان عليه تدريس السياغوشية وخطابة جامع الشامية، وكان يجلس في الدرس بالجامع الأموي في المعزبة الثالثة مقابل النبي يحيى، على نبينا وعليه السلام، ويعمل في كل ليلة بين العشاءين في الحديث، ولا يتركه صيفاً ولا شتاءً، ويجلس من آخر الليل إلى الضحوة الكبرى. وكان أُمةً في الفرائض والحساب والفقه الحنبلي، وكان أكثر إقرائه في درس الجامع في القرآن والفقه، ثم صلي عليه ظهر يوم الخميس بالجامع ودفن بتربة الدحداح الشرقية جوار قبر العارف أيوب الخلوتي رحمهم الله تعالى، وأظن أنه تولى الصلاة عليه الشيخ عبد الغني الحنفي.
عقد صادق جلبي على ابنة الشيخ النابلسي