في يوم الأربعاء خامس الشعر توفي الإمام الحافظ المتقن المحدث الفقيه العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ الفقيه الصالح الورع علي الكاملي الشافعي بالإسهال، وكان مدرس مدرسة دار الحديث، ومدخول المدرس فيها حسن، وعليها نصف قرية حزرما وغير ذلك مما يبلغ للمدرس تسعماية غرش، وعليه وظائف دارة، وعليه إمامية محراب الشافعية، ووعظ على الكرسي خلف المقصورة أيام رمضان، وكان وقته يوم الجمعة، وكان يعمل درساً في رمضان بعد الصبح إلى طلوع الشمس في الجامع الصغير. وكان يقرأ درس الفقه بعد العصر في المعزبة الثالثة موضع الصنجق. وكان حلو العبارة، فصيح التقرير، له نكت ونوادر حال الوعظ ومباسطة الطلبة، وناب في تدريس الفقه عن الكمال يونس المصري حين غيبته بالروم. وكان أبيض الوجه نير الشيبة، حلو العبارة، لطيف المسامرة، مجيد المذاكرة، ويستفاد من مصاحبته ومسامرته فوائد كثيرة، مع الكلام العربي، حسن المناطقة، فصيح العبارة، بديع النادرة، وخلف مالاً وأولاداً. ثم أُعلم له وصلي عليه بالجامع، ودفن بالباب الصغير غربي جامع جراح. وحضر جنازته خلق كثير، رحمه الله.
[موسى حجازي]
وفي يومه ذاك، توفي موسى آغا ابن حجازي باشا، المعزول آناً من ترجمة قاضي الشام، ودفن بالباب الصغير.
[الطاعون]
وفيه سمع أن ببلاد الروم طاعون، وكان سابقاً بحلب ثم ارتفع، وهو في دمشق الآن.
[الشيخ محمد التغلبي]
وفي يوم السادس من ذي القعدة توفي الشيخ محمد بن الشيخ علي التغلبي الشيباني الصالحي، شيخ طريقة التغلبية بقرية المعظمية، ثم جيء به للصالحية، ودفن بزاويتهم التي كانت في الأصل تسمى زاوية العماد.
[محمد الدكدكجي]
شهر ذي الحجة، في الثامن والعشرين منه، توفي الشاب الفاضل المتقن المفنن الفقيه النحوي الشيخ محمد بن محمد الدكدكجي الشافعي، ودفن بالدحداح بالجهة الشرقية، وذلك يوم الجمعة بالتاريخ المذكور، وكان مطر عظيم. طلب العلم في بدايته وقرأ في الفقه والنحو والقرآن، وكان عنده كتب كثيرة ويستكتب كثيراً، أُبيعت في تركته، وبقيت تباع أكثر من أسبوع، وعليه بعض وظائف، عفي عنه، آمين.
[محرم الحرام سنة ١١٣٢]
[محرم الحرام سنة اثنتين وثلاثين وماية وألف]
١٣ - ١١ - ١٧١٩م
[الحكومة]
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والعجمية، السلطان أحمد بن السلطان محمد بن عثمان، وقاضي الشام علي أفندي أوليا زاده، والباشا عثمان باشة بالحج الشريف، والمفتي ابن العمادي، والمدرسون على حالهم، وأوله الاثنين.
[محمد السفرجلاني]
يوم الخميس الرابع، فيه توفي الشيخ الصالح المتعبد الشيخ محمد السفرجلاني الشافعي، خليفة الطريقة المنسوبة للشيخ محمد الاضطراري المغربي، وصلي عليه بالأموي، ودفن بالباب الصغير.
[مصطفى الخلوتي]
وفي يوم السبت سابع عشره، توفي الشيخ مصطفى بن الشيخ إبراهيم الخلوتي بن الشيخ الجليل العارف القدوة العلامة المحقق الشيخ أيوب الخلوتي، صاحب الطريقة الخلوتية بدمشق، بالحمى، وصلي عليه بالجامع ودفن بتربة باب الفراديس بالجهة الشرقية عند أبيه وجده. وكان عليه وظائف وعثامنة، وكان عليه تدريس الحافظية بالسفح، ومدخولها كل يوم غرش أسدي، وعليه مشيخة الكجكية عند قبة الحاج، ومدخول المشيخة في كل يوم غرش، وغير ذلك، وهو شاب لا بأس به.
وفي الثامن والعشرين، جاء نجاب من طريق الحج وأخبر أنه بخير.
صفر، أوله الأربعاء، في الخامس منه، جاء سبق الحج وبلغ أن الباشا قتل الكيخية الذي كان معه في الحج.
[ترحيل التركمان]
وفيه ورد فرمان للتركمان الذين بالحقلة بالرحيل إلى حمص، وبعضهم من ماية سنة له في هذه المحلة، لكن المأمورين جماعة مخصوصون منهم، لا جميع التركمان.
وفيه ورد الحج، ولم يحصل شر إلا من قلة الماء، ولكن تحفظوا واصطلحوا مع عرب الماء لأجل السنة القابلة. والله تعالى يصلح الأحوال.
الشيخ محمد النقشبندي