وفيه ورد فرمان بإرسال المحبوسين إلى الروم، وأبقوا الأمر إلى ورود الباشا طبل.
[تسمير طحان]
وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين سمر نائب الصالحية بها رجلاً من الطحانة في مقابل المحكمة، أعني المدرسة الجهاركسية، ثم فك.
وفيه دعا المفتي العمادي متسلم يوسف باشا طبل، إلى قاعة حسين أفندي بن قرنق المتقاعد، من أهالي دمشق.
[بستان الدواسات]
وفي يوم السبت خامس عشر بن جمادى الأول، كنا مع جماعة من الأصحاب في بستان الدواسات على حافة نهر يزيد. مقابل الحاكورة المعروفة بحاكورة أبي سالم.
جمادى الثاني، أوله الخميس، فيه ورد الخبر بقرب كافل الشام طبل. من على برج الروس، وخرج للقائه الأكابر والأعيان.
[بستان كريم الدين]
وفي ثالثه يوم السبت، كنا مع جماعة من الأصحاب على حافة بستان بني كريم الدين المقابل للدهشة البرانية بالصالحية قرب الإبراهيمي.
[دخول الباشا]
وفي يوم الأربعاء خامس رجب أوله السبت، دخل يوسف باشا طبل.
وفي يوم الجمعة، السابع من الشهر، دخل للجامع بالركب وصلى الجمعة وخلع على الخطيب صوفاً بنفسجياً، وأعطى للمؤذنين وشيخ الحرم ما هو على جاري العادة.
[أحمد آغا أكري بوز]
وفيه بكرة الجمعة توفي أحمد آغا بن أكري بوز، الساكن غربي جامع الورد فجأةً، بعد أن شرب القهوة وأفطر، فقام للطهارة والوضوء، فلم يقدر فاتكى على المخد، فشهق ومات في الحال.
وكان له من أواسط الشهر مشرع في إصلاح طريق البحصة من الجامع إليها، وكان متخرباً يجد الركاب والمشاة منه مشقة، خصوصاً أيام الشتاء، قل من يسلم من الوقوع من الركاب. وهذا يدل على اعتناء الله به، حيث قدم قبل موته عملاً صالحاً، فيه هذا النفع. وقد ورد في الحديث عنه عليه السلام إذا أراد الله بعبد خيراً عسله، فقالوا يا رسول الله، وكيف عسله، قال: يفتح له عملاً صالحاً ثم يتوفاه عقبه. ثم صلي على المذكور بجامع التوبة ودفن بالدحداح شرقيه، بتربة الشيخ العارف أيوب رحمه الله. وكان له اشتغال، قرأ في النحو وتتلمذ للعارف الشيخ عبد الغني النابلسي، وقرأ عليه شيئاً من الفتوحات وغيرها، وشرح كتاب الشاهدي، وله شعر حسن، ومن شعره.
[فرح حامد العمادي]
وفي يوم الاثنين العاشر من الشهر، أرسل المفتي العمادي محمد أفندي لنائب الصالحية السيد عبد الرحمن جلبي السرميني، لعزيمة بعض أعيان الصالحية لفرح ابن أخيه حامد جلبي، وعزم ما لا يحصى من كل الأنواع، ولم يأخذ من أحد شيئاً. وكانت مدة الفرح أسبوعاً. وفي ليلة الجمعة دخل على زوجته بنت السيد تقي الدين الحصني.
وفي يوم الخميس، الثالث عشر، أخرج المحبوسين الذين في القلعة وهم سبعة نفر مرسم عليهم، وهم، المطرجي لناصيف، وديوان أفندي، والخزندار، وعلي باشا ابن أخت ناصيف باشا، والكيخية، والبقية، عند الظهر، على داره، لينزلوا في البحر من يافا إلى الروم، صحبة القبجي. والله يفعل ما يشاء.
[العفو لأسعد أفندي]
يوم الأحد، السادس عشر، ورد فرمان به عفو نامه لأسعد أفندي من جهة المال، ونعم ما صنعوا. لكن يحتاج إلى خدمة الآغتين، وتسفير صاحب فرمان العفو يكون أكثر.
وسمع أن بالعفو مسموح، ولكن هذا لا أصل له فيما أظن، ويبعد جداً، لأن المتعين من الروم يحتاج إلى نفقة في سفره وفي مدة غيبته عن بيته وعياله، فيحتاج أن يعطوه منهم، وهذا محال، وقبحي في العفو نزل عنده دون الآخر، فإنه عند غيره.
[ضرورة كتابة الأدب]
قال شيخنا المرحوم علاء الدين الأقبردي الشافعي: إذا سمعت أدباً فاكتبه ولو على الحائط، وقال مراراً: كنا نكتب على بلاط الجامع بالسليمية لعزة الورق، مما يمليه الشيخ العلامة البرهان إبراهيم بن أحمد بن الأحدب الصالحي الحنبلي. كذا بخطه.
[الباشا في جامع الشيخ محيي الدين]
وفي يوم الجمعة صلى يوسف باشا الجمعة بالسليمية، وزار قبر المحيوي ابن العربي وأحسن إلى خادمه وخدام الجامع المذكور وبعض فقراء. ثم ذهب إلى عند الشيخ عبد الغني النابلسي، إلى داره شرقي الحاجبية والمدرسة العمرية، وزار بالصالحية نزيلها الشيخ محمد البلخي النقشبندي، نزيل الخانقاه الحاجبية.
سعد التغلبي