شوال، في ثاني عشره، يوم الجمعة، توفي الشيخ الصالح العابد الشيخ إبراهيم البيطار، وصلي عليه بالأموي، وكان ترك الأسباب، وانقطع إلى الله في مسجد النارنج، ثم بعد الصلاة، توجهوا به للصالحية، ودفن بتربة الشيخ محمد الزغبي، بالزاي والغين المعجمة، بسفح قاسيون.
يوم الخميس ثامن عشر شوال طلع المحمل إلى قبة الحاج، والأمير حسن باشا ابن القواس ومعه من العسكر والأزلام مائة وعشرون بيرقاً، كل بيرق نحو الخمسين.
[مصرع امرأة]
وفيه أصيبت إمرأة بالرصاص، من نواحي جامع المرادية، وصلي عليها بالقرب من جامع الحيواطية.
وفي يوم الاثنين رابع عشر شوال، طلع الحج الشريف وهو في غاية من النضارة، والدورة كانت في يوم الثامن من شوال.
وفي يوم ثمانية عشر، دخلت الخزنة المالية من مصر.
وفيه كان طلوع الحج الشريف يوم الخميس.
وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر دخل العجمي.
وفي ثاني عشرين شوال، الجمعة خرج العجمي، والقاشوش يوم السبت ثالث عشرينه.
[خطيب القلعة]
وفيه صلي على الشيخ عبد الرحمن خطيب قلعة دمشق، والساكن فيها، وأعلم له، وكان حصل له لوقة في مرضه، وسوى له إياها الأخ الشيخ محمد بن المجذوب القطناني الخلوتي، ودفن بالدحداح، وعليه وظائف كثيرة، وله ثروة زائدة، وخلف أولاداً ذكوراً، وكلها وجهت لهم.
وفي يوم السبت سابع ذي القعدة رحلت الخزنة.
وورد أول المزيربتية.
[فتن في بعلبك]
وفيه أن رجلاً هندياً ببعلبك في الجبل عند اليوناني، اتهم بمال، فخرج بعض القطاع فقتلوه ظناً أن عنده مال، فلم يجدوا شيئاً. فقام الحاكم رمى عليهم مالاً قدر خمسين غرشاً، ثم نزل إلى الثلاثين، فحاربوه وسكروا البلد فحاصروه في سراياه، فقتل منهم أنفار. فنزلوا لدمشق للشكاية عليه، فطلبوا منهم بينةً، فلم يجئ أحد، فخرجوا من عند الباشا على ثمانية أكياس بعد الحبس والإهانة، فانظر ما صار من تحت ثلاثين غرشاً، فقتل ثلاثة أنفار وخسروا أكياساً.
[عزل شيخ الإسلام]
وفي آخر ذي القعدة، وصل خبر من الروم بأن شيخ الإسلام صادق أفندي عزل عن مشيخة الإسلام وقيل، أقيم السيد علي أفندي نقيب الأشراف سابقاً.
ذو الحجة، أوله الخميس، في أوله ورد عمر آغا من الروم، ابن أحمد آغا الناشفي.
يوم الأحد، حادي عشر ذي الحجة، أخبرني الأخ عمر آغا أن سببه، أن السلطان مات له عمة أو بنت أخ، فخرج الناس للصلاة، وتقدم للصلاة شيخ الإسلام فكبر ثلاثاً ثم سلم. فاغتاظ السلطان وطلب غيره، فجيء ببالي زاده، فوقف مكانه. وكان كبير السن، فلذا ذهل عن الأربع تكبيرات.
[مكاتيب العلا]
يوم الاثنين عشرين ذي الحجة، جاء مكاتيب من العلا، وتأخرت عن عادتها، وفيها أن الحج بخير، وأنه طلع عليهم الدبيس، ووقع بينهم وبينه، وعادت إلى الصلح.
وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين ذي الحجة، عزل محمد أفندي الأسطواني، الباش كاتب، وبقي في مدة عثمان أفندي قاضي الشام أيام لأن مدته إلى محرم.
الاثنين، سادس عشرين، ختام الخلوة البردبكية بدمشق.
[محرم الحرام سنة ١١٢٠]
[محرم الحرام سنة عشرين وماية وألف]
٢٤ - ٣ - ١٧٠٨م
[الحكومة]
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية وبعض العجمية، السلطان أحمد ابن السلطان محمد خان بن عثمان. والباشا يوسف باشا القبطان، وقاضي الشام رحيقي. والمفتي أبو الصفا أفندي، والعلماء والمدرسون بحالهم.
أوله السبت، ثالثه كان أول الخلوة البردبكية بدمشق، وحضر علماء وأعيان، ومولانا العارف العلامة الشيخ عبد الغني وغيره من الأعيان.
[اكتمال بناء المأذنة الشرقية]
وفي الاثنين عاشر الشهر، كملت المادنة الشرقية، وكان وقع رأسها من سنة سبع عشرة وماية وألف، سنة الزلزلة.
[الملا حمزة الكردي]
يوم الخميس، يوم العشرين من الشهر، توفي العلامة ملا حمزة الكردي مدرس الفارسية والمستوطن بها، عن ولد صغير فرغ له عن وظائفه. وكان في ابتدائه ذهب للروم ويركب بالخدام والتوابع، ثم ترك ذلك، وكان له معرفة بكلام الشيخ محيي الدين. وغيره من العلوم، وصلي عليه بالجامع الكبير، ودفن قرب بلال رضي الله عنه.
كليب ينقذ الجردة من الدبيس