ربيع الثاني، لم يقع ما يؤرخ.
[عزل رجب باشا]
جمادى الأولى، يوم الأربعاء في أوله خرج رجب باشا معزولاً من دمشق، ودخل متسلم الباشا الجديد.
في الخامس عشر منه الخميس، كان آخر الخلوة البردبكية الجمهورية، وحضر خلق لا يحصى، تقبل الله منهم.
[الشيخ مصطفى الجزي]
السادس عشر، فيه توفي الشيخ مصطفى الجزي، أذان الجمعة، وصلي عليه العصر بالخاتونية، ودفن بالسفح. وكان يؤم بمسجد القرماني بالجسر الأبيض. والحاصل، توفي ثلاث أيمة: الشيخ جمعة إمام مسجد الكنجلي، والشيخ مصطفى إمام مسجد القرماني، والشيخ علي النجار بمسجد البحصة داخل البوابة التي هناك.
[دخول عثمان باشا]
وفي يوم الثلاثاء يوم العشرين من جمادى الأولى دخل عثمان باشا الجديد، وكان بصيدا، ومر من دمشق حين توجه إليها، وودعه رجب باشا من على مقابر الصوفية، وودعه العلماء والمفتية مع الباشا من ذلك المكان. ثم في يوم الجمعة الثالث والعشرين دخل الجامع وصلى عند رأس نبي الله يحيى، على نبينا وعليه السلام. وهو رجل اختيار نير الشيبة لا بأس به، وعنده على ما سمع علم وفضيلة.
جمادى الثاني، وأوله الجمعة.
[عثمان النحاس]
وفي يوم الأربعاء خامس عشر الشهر، توفي الشيخ الفقيه النحوي الفرضي المفيد الشيخ عثمان بن أحمد النحاس الشافعي، وصلي عليه بالسنانية، ودفن قرب سيدي بلال، رضي الله عنه. وصلى عليه شيخنا التقي التغلبي الحنبلي، مفتي الفرايض والفقه بدمشق الشام. وعلى الشيخ عثمان وظائف لأن عليه إمامة جامع الآغا وخطابة النطاعين وبعض عثامنة وأجزاء، ولا يخلو من ثروة.
[برد في الصيف]
وفي يوم الثلاثاء، عاشر رجب الأصم، صار رعد وبرق وبرد كالحمص، وريح عسوفة وشدة، بحيث ظن أنه القيامة، وكان بعد الظهر قبل العصر، وكان ذلك أيام التوت، وكان نزل من نحو اثني عشر يوماً، وهذا من العجايب، ونسأله سبحانه العفو والمسامحة برحمته.
[خسوف القمر]
وفي ليلة الأحد الخامس عشر، فيه كان كسوف القمر، والله يلطف بالعباد.
[ألعاب نارية]
وفيه كان القاضي أوليا زاده بقاعة حسين أفندي ابن قرنق بالصالحية، وفي كل ليلة بين المغرب والعشاء يعمل شنكاً بالبارود وفتاشاً.
شعبان، وأوله الثلاثاء، وقيل الاثنين، لثبوته كذلك عند القاضي.
[الخواجا عبد الوهاب الحموي]
وفي يوم الجمعة ثاني عشر فيه، توفي الخواجا عبد الوهاب بن محمد الحموي، وصلي عليه بالجامع ودفن بالباب الصغير، وكان ذا ثروة باذخة ومتاجر وديون، وعمر داراً هائلة غربي حمام ركاب، وتوفي وهو يعمر فيها، وكان لم تفرغ بعد. وكان باحثاً عاقلاً حليماً وعنده فقة وبعض فضيلة، على زي التجار، أخذ في بدايته عن زين القضاة عيسى الخلوتي الشهير بابن كنان الصالحي الحنبلي، وصحبه مدةً، ولازمه واختلى معه الخلوات ثم غلبت عليه الدنيا ومع ذلك، لا يخلو من تردد على شيخه المزبور.
[يونس التغلبي]
وفي سادس عشر الشهر توفي الشيخ يونس بن الشيخ إبراهيم التغلبي الجنيناتي الصالحي، ودفن بالزاوية المنسوبة في الأصل لعماد، بالمحلة السيفية.
[محمد الصمادي]
وفي الثلاثاء الثاني والعشرين توفي السيد محمد الصمادي أحد المشايخ الثلاثة الصمادية، ودفن بالباب الصغير.
[محمد الاسطواني]
وفيه توفي السيد محمد بن محمد جلبي الأسطواني من كتاب محكمة الباب، وكان له خط جيد.
[إسماعيل جلبي]
وفيه توفي إسماعيل جلبي، أخي سعيد جلبي بن محمد جلبي ابن الاستنبولية، وكان في سير بالصالحية أول الربيع أيام الورد، فنزل محملاً إلى دارهم عند مادنة الشحم.
[إبراهيم جاويش]
وفيه توفي إبراهيم آغا الشاب، ابن محمد آغا جاويش، ودفن بالباب الصغير.
ختم درس الفقه بحضور العلماء