وفي يوم ذلك اجتمعت ببعض الأكابر وعنده عبد يسمى عنبر، له مودة استقبال لمن يرد على سيده.
[مصطفى مكتبجي]
يوم السبت أول الشهر، توفي مصطفى أفندي مكتبجي زاده قاضي الشام، وصلي عليه بالأموي، ودفن عند بلال.
يوم الاثنين ثالث صفر ورد المحمل والباشا، وورد من علماء مكة الشيخ عقيلة الصوفي، ومعه اثنان من جماعته، ومراده يزور القدس، وقيل مراده بغداد، وقيل مراده الروم، والله أعلم بالمراد.
[مبرات الباشا]
وفي يوم ذلك، طلع الباشا إلى الصالحية بعد أن دخل السرايا، ومكث نحو خمس درج، وزار قبر المحيوي ابن عربي، وأسدل ثوباً عظيماً مقصباً من ستاير البيت، لعله وجد في تركة شريف مكة عبد الله. ثم رجع من توه إلى دمشق، وفرق على التكية السلطانية دراهم نثرت، والله يصلح الراعي والرعية.
[حجاب له منافع:]
وفي تاريخه، وجدت في بعض المجاميع ذات الخواص ما يأتي صورته وعدده: من أسماء الله تعالى في أوقات مخصوصة لمن له حاجة لذلك، وصدقت نيته، وقبل الباري عمله وذلك في أسماء الله محل رجاء الحاجات، والله أعلم بالنيات، وكتبتها في التاريخ حفظاً لها من الشتات: لجلب القلوب، بعد الظهر: يا رؤوف، يا ودود، يا الله، العدد ٤٠٠.
للعز والرفعة، بعد المغرب: يا رحمن، يا رزاق، يا الله، العدد ٧١٥.
لرد البلاء، بعد الفجر: يا رافع، يا مانع، يا الله، العدد ٤١٥.
لزيادة المال، بعد العصر: يا باسط، يا معز، يا الله، العدد ٢٨٨.
وللبرودة والسخونة وفيه للبرودة والسخونة: طاس ماء " الآن خفف الله عنكم " " إنا أعطيناك الكوثر " " يريدُ الله أن يخفف عنكم " " فصل لربك وانحر " " ذلك تخفيفٌ من ربكم ورحمة " " إنّ شانئك هو الأبتر "، يعافا، والله أعلم.
[لغز فقهي]
وفي يوم الثلاثاء، رابع صفر، ألغزت في مسئلة في الفقه على مذهب النعمان:
وما حكم الذّبيحة إذ يسمّي ... تحلّ له بإجماع الأنسام
وفي حكمٍ يسمّي ليس يجزي ... وهذا الحكم يعزى للإمام
الجواب: إنه سمى مريداً للكلام، أي لم يقصد التسمية على الذبيحة، والله أعلم.
وفي يوم السبت، ثامن عشرين صفر، كنا ببستان الآسية شرقي الميطور وغربي القابون، آخره من الشرق الطريق السلطاني.
[البستان الكبير]
ربيع الأول، أوله الاثنين. يوم الخميس رابعه، دعانا من الأصحاب السيد عبد الرحمن، من نواحي الشاغور إلى البستان المسمى بالكبير، غربي الخلخال، قبلي الميدان الأخضر، ودعا بعض أفاضل وأصحاب. كان الله له، آمين.
يوم السبت، كنا ببستان العيش، قرب الربوة، وأقمنا الأحد، فالإقامة يومان، وهذا البستان يسمى كيوان، من آغوات دمشق، بستان واسع الأرجاء.
[جمادى الأولى]
وأوله الخميس، فيه دخل قاضي الشام مصطفى أفندي ترخني زاده، وذلك عند عشية النهار.
وفيه دخل سليمان باشا ابن العظم، كافل ترابلس.
[نفي إسماعيل باشا العظم]
وفيه خرج أخوه من القلعة إلى داره التي أنشأها غربي الجوزية، ووجه إلى قلعة بالبحر، وخرج من غير موكب، وسافر معه كيخيته حسن باشا، والقلعة أقصى بلاد الروم.
[باشة مصر]
يوم الاثنين خامس الشهر، دخل باشة مصر ومعه علماء دمشق الموالي، واسمه محمد باشا، وعزل عبد الله باشا الكبرلي وتوجه في البحر إلى الروم.
جمادى الثانية، أوله الأحد. يوم الخميس ثامن عشرينه، كنا بالصوابية الكاينة بالصالحية، نسبةً للأمير صواب الطواشي. وهو مكان نزيه مطل غربي الصالحية وشمال ابن قوام قدس سره.
[حمام ابن عليمة]
وفي يوم ذلك، رأينا شرقي الأفرم، انكشف التل عن حمام، ورأينا بعض الجران والأنابيب من فوقها، والباقي تحت بقية التل. وكنا نسمع ذلك فكان يستعبد. ولعله وقف على المسجد لصيقه من شرق، ولعله قبل الجامع بكثير ومتهدم زمان عمارة الجامع لقدم المسجد والحمام. ولم يذكره ابن طولون في تاريخ الصالحية من جملة حماميمها التي ذكرها، لأنه في عهده كان مردوماً. فإن الحمام لعله في عصر الثلاثماية، والجامع في الثمان. وابن طولون في آخر الثمانماية وأوايل التسعماية.
[الخلوات]
رجب، أوله الأحد، كنا بخلوة بني أيوب، والسيد يوسف أفندي ودعا الكل إلى عزيمة.
شعبان، أوله الثلاثاء، سادس الشهر أول الخلوة البردبكية، وحضر أكابر وأعيان، والفراغ يوم الخميس حادي عشر.