وفي يوم الأحد عشرين رمضان سنة ١١٤٧، رأيت وأنا جالس كأنني أُلبست خلعةً جديدةً، وأدخلت يدي في الكم الواحد، والكم الثاني بعد لم أُدخل يدي فيها، وقائل يقول لي: فسبح بحمد ربك واستغفره، وفقت في الحال، والله أعلم.
أقول: وفسرتها صبحة ذلك، بأن لي علوفة عند رجل من الأكابر، باقي منها مقدار ما، فعلمت من الرؤيا، أن المرسال لا يأتي بكل البقية، فكان الأمر كذلك، وعلمت بذلك بعد حذف من ذلك الباقي.
شوال، أوله الخميس، كنا في الإيجية بالصالحية وذلك يوم السبت ثالث الشهر المزبور.
يوم الخميس، الخامس عشر من الشهر، طلع المحمل والباشا، ومعه من البيارق ماية وعشرون بيرقاً، وهو سليمان باشا، أخو إسماعيل باشا كافل دمشق المتوفى بقلعة أرواد، وتوفي بها ودفن بمسجد هناك.
يوم الاثنين، تاسع عشر الشهر، طلع الحج الشريف ومعه الحلبي، وكان دخل الحلبي في سابع عشر، يوم السبت.
[مصرع ابن الحرفوش]
آخر الشهر ورد قتل الأمير إسماعيل ابن الحرفوش حاكم بعلبك، قتله إبراهيم باشا الكردي، كافل محروسة ترابلس آناً، وكان أمنه حتى حضر، ثم حبسه، ونعم ما صنع.
ذو القعدة الحرام، وأوله السبت. وفيه ورد إبراهيم باشا الكردي باشة الجردة، ونزل عند قبة الحاج، لكون أن بردى في زيارة، لا يمكنه النزول بالمرجة. ثم نزل هو في كشك التكية، تكية أحمد باشا الكجك.
[أرملة ابن الخياط]
وفيه توفيت زوجة القاضي محمد بن الخياط الصالحي، وحسب لها من ذريتها ستين زوجاً، وصارت جدة الجدة. وواقع مثل هذا قليل، ولكن كما قيل إنها بلغت الماية وزيادة، والحال يقتضي ذلك.
وفي الشهر المزبور حضرنا خلوة السيد يوسف المالكي بعمارته الكاينة قبلي قلعة دمشق، وقبلي المدرسة القزمازية، وحضرنا الذكر من بعد الظهر إلى العصر. وكان يوم الثلاثاء أو الأربعاء، فيما أظن.
[بستان شريبيشات]
وفي يوم السبت ثاني عشرين الشهر، دعانا الحج محمد مع بعض أصحاب لبستان شريبيشات، داخل باب السريجة، قبلي سيدي خماراً قرب السوق، وذلك في أيام الزهر والربيع، وعمل مهيا حسن، كان الله له، آمين، ثم رجعنا نحو سيدي خمار، وقرأنا الفاتحة.
[الدورة التغلبية]
الثلاثاء، خامس عشرين الشهر، خرج الشيخ إبراهيم ابن محب الدين التغلب الصالحي لزيارة الست، بالأعلام والمزاهر، ومرادهم المرور عند العصر على قرية القدم والعمارة، لأن الباشا أمير الجردة نازل في التكية ليتفرج على أرباب الأحوال، وبيده كل أمر.
[درس النحو]
وفيه، يوم الثلاثاء المذكور، كان درسنا بالنحو في المغني بدارنا، بحكر الأمير المقدم الظاهري، في الباء الزائدة، وهي واجبة في الفاعل، نحو أحسن بزيد، وغالبة في نحو: كفى بالله شهيداً، وضرورية كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد
ووقفنا على الثاني، وهو الذي يزاد فيه المفعول، لأنها تزاد في ستة مواضع، وإليه كل أمر.
الحجة، وأوله الأحد، أو السبت على حساب دمشق.
يوم ذلك كنا في سير عند صاحبنا الأعز الأمجد الشيخ بكري ابن الشيخ مصطفى ابن سعد الدين الميداني، بالقصر الكاين على نهر ثورى المنسوب للبكري، بالجسر الأبيض، في أيام الربيع، في هجوم الورد. وأكرمنا غاية الإكرام، ومكثنا إلى المساء، بيض الله ثناه، وكان والده بالقصر المنسوب الآن لبني السفرجلاني، فنزل إلى عندنا، وحلت بكرته علينا، كان الله لنا ولهم.
يوم الاثنين، ثاني الشهر، سافرت الجردة لملاقات الحج الشريف.
وسمع في تاريخه أنه صار بالحج شوشرة من العرب، ونسأله أن لا يكون لذلك أصل.
يوم الثلاثاء، ثالث ي الحجة، كنا نحن والمفتي حامد أفندي عند قاضي الشام علي زاده، وله في العلم قدم راسخ، ومن جهة الأدب والحلم، فمما لا يخفى، أبقاهم الله وأكثر من أمثالهم.
[درس في النحو]
وفي يوم ذلك بكرة طلوع الشمس، كان درسنا في المغني بدارنا بحكر الأمير المقدم بالصالحية، مع جملة من الأفاضل، كان الله لنا ولهم آمين، ثم نزلنا إلى حضرة حامد أفندي، ثم ذهبنا إلى قاضي الشام المذكور، أبقاهم الله، آمين.
يوم الأربعاء رابع ذي الحجة، كنا في حديقة الأخ الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن الحكيم الصالحي، مع جماعة من المحبين، أولي الكمال والتمكين، وذلك بحديقته الكاينة بالجسر الأبيض.