وفي يوم الأربعاء صبيحة يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان، دخل ناصيف باشا بالدرع من على برج الروس وعليه السلاح، مغرق بآلة الحرب، ومعه نحو ألفي خيال، وأربعون حملاً من المال، ما عدا الجمال والبغال والخيول، ولاقى له الأعيان، ومشى قاضي الشام مراد أفندي قدامه رمية حجر لأنه مغرق ولابس الدرع، وعلى رأسه الطاسة، فلم يمش القاضي جنبه، واعتذر للقاضي بذلك. وبلده بودين، ولاقى له ابن الدرزي ومن معه ما يقارب ثلاثين ألفاً. وحضر موكب الباشا من العلماء: قاضي الشام مراد أفندي، تقدم مع جملة الموالي، وأسعد أفندي، والشيخ أبو الصفا أفندي المفتي، ومولانا محمد أفندي العمادي، وعبد الرحمن أفندي القاري، ومحمد أفندي القاري، والنقيب السيد حسن أفندي، ومصطفى أفندي الأسطواني خطيب دمشق، والشيخ عبد الرحمن أفندي المنيني، والشيخ أبو بكر أفندي البعلي، والباش كاتب السيد أحمد أفندي الأسطواني، وضربت له المدافع كما هي العادة.
[الباشكاتب]
وفي يوم الثلاثاء، فيه شاع أن الباش كاتب الذي بالروم، توفي بعد أن أتم مصالحه كلها وكان يريد المكث في داره ولا يقارش، وتمم أمر الرقعة في طريق الموالي، ولكن اخترمته المنية.
[اعتقال شيخ التركمان]
رمضان، يوم الشك الأربعاء، والخميس أوله اتفاقاً.
وفي الخميس ثامن رمضان حبس الباشا عمر شيخ التركماني، من دولة التركمان الزربا، وذلك بقلعة دمشق، جاء ليسلم عليه فحبسه.
وفيه ثبت أن أول الشهر كان الأربعاء، برؤية الحجاج، وذلك يوم السابع عشر.
[عزل آغة الينكجرية]
وفيه عزل الباشا آغة النيكجرية، وعين عبد الله آغا الرومي، وأودع المعزول بالقلعة.
يوم الاثنين السابع والعشرين من رمضان، دخل أول الخزنة.
وفيه جاء نيابة العسكرية لقاضي الشام مراد أفندي، عينه قاضي العسكر الذي بالروم عوضاً عن عبد الرحمن أفندي القاري.
[ختم درس الحديث بالأموي]
وفي السابع والعشرين، ختم مولانا الشيخ أحمد الغزي درس الحديث مقابل محراب الشافعية، وكانوا في قوله عليه السلام من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وأنا القاسم، والله الرزاق، ولا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق حتى يأتي وعد الله، وفي رواية أمر الله، وهذا لمعاوية رضي الله عنه، عنه عليه السلام، وكان ختماً حافلاً. ثم أنشد الرئيس محمد بن جعفر قصيدةً، ثم أنشد رجل آخر أخرى، قيل إن واحدةً لمصطفى بيك بن الرزي والثانية للشيخ العالم الفاضل الشيخ محمد المحمودي الحنفي.
[العيد]
وفي يوم الجمعة أول شوال بالثبوت الشرعي، وردت حجة من حمص بأن العيد الجمعة.
[عبد الحق الصالحي]
وفي ثالثه، الأحد، توفي الشيخ عبد الحق الصالحي الشهير بابن السكاكيني الدباغ كان كاتباً قارئاً، كتب كتباً كثيرة بخطه الواضح، وكان كثير النصت وذلك بالريح البارد، وصلي عليه بالجامع الجديد، ودفن بالتربة الخوارزمية بالسفح، وفي سابع عشر طلع المحمل.
وفي رابع عشرينه طلع الحج الشامي في السبت الأخير، وهذه السنة بطلت دورة المحمل، ويأتي ذكرها في محلها.
[إمام التوبة]
وفي سابع عشر شوال المبارك، توفي الشيخ ناصر الدين، إمام جامع التوبة، كان حافظاً للقرآن العظيم صالحاً. قرأ في الفقه الشافعي علي السيد حسن المنير، وفي النحو على التقي حمزة الرومي الحنبلي. وصلي عليه بجامع التوبة ودفن بالدحداح، وكان المطر نازلاً.
سابع عشرين شوال، الثلاثاء، طلع الحج الحلبي.
وفي تاسع عشرين شوال المبارك، ليلة السبت، أنشدنا بعض الأصحاب لبعض الشعراء.
[الشيخ علي السليلاتي]
وفيه في ذي القعدة ثانيه، الأربعاء، توفي من الصالحين الشيخ علي السليلاتي، وصلي علبه بالخاتونية ودفن بالسفح، كان يحفظ القرآن العظيم، وقرأ في الفقه على ابن بلبان والعدوي وغيرهم ن عفي عنه.
[أسمهان التذكرجي]
وفي يوم الأحد، تاسع عشر ذي الحجة، توفيت أسمهان بنت محمد باشا الناشفي التذكرجي، وأُعلم لها، وصلي عليها بالأموي، ودفنت بالباب الصغير.
[أبو الصفا الخلوتي]
وفي ليلة الأربعاء، آخر شهر ذي القعدة، توفي مولانا العلامة أبو الصفا أفندي المفتي بن الشيخ أيوب، وصلي عليه بالأموي، وصلى عليه إماماً مولانا الشيخ أبو المواهب الحنبلي المفتي، وكان المترجم قد تولى الفتوى سنة ثلاث عشر وماية وألف.