وفي يوم الأربعاء واحد وعشرين جمادى الأولى، توفي الفاضل الصالح الشيخ طاهر بن مولانا الشيخ إسماعيل أفندي بن العارف العلامة المرحوم الشيخ عبد الغني أفندي النابلسي، وصلي عليه الظهر بالسليمية، وأُعلم له بدمشق والصالحية، ودفن قريباً من جده في دارهم، ومراد والده يعمل عليه قبةً فوق قبره، وطلع خلق لا يحصى.
وكان في آخر أمره وفي حياة جده صار له وله وسكون واصطلام، لا يخرج إلى أحد مسكراً على نفسه، وانقطع عن الناس والاجتماع بأحد ممن قل أو جل، وترك الأكل والشرب، إلا النزر اليسير، وبقي على ذلك مدةً مديدةً في حياة جده إلى بعد موت جده في هذه الحالة.
[كيف مات]
ثم قرب موته بنحو شهرين، ترك الأكل رأساً إلى أن توفي، فلما سكت خبره نظر إليه من شباك من المكان الذي هو فيه، وكان دائماً يسكره عليه من داخل، فرأوه مستقبل القبلة نائماً على فراشه، ففتحوا عليه فإذا هو ميت، رحمه الله وعفا عنه آمين. وغسل وصلي عليه بالسليمية الظهر، وأُعيد إلى الدار، ودفن في مكان في الدار شرقي جده، عفي عنه.
[جمادى الآخرة]
وفي يوم السبت العاشر على وجه الخميس، والتاسع على وجه الجمعة، نزل المطر الوسمي، من أوايل الليل إلى قرب الزوال، ومعه ريح شديدة، وله الحمد والمنة.
[درس في العمرية]
وفي يوم الأربعاء السابع، قبله، دعينا إلى حضور درس الشيخ محمد أمين أفندي بن الخراط، في تدريسه الكاين بالمدرسة العمرية الصالحية، ودعا أفاضل كثيرة، وجعل الضيافة الحافلة في حديقة الشيخ أحمد بن الحكيم الصالحي، لصيق الخانقاه القلانسية، بينهما الطريق، والله يعوضه خيراً. وكان الدرس في الهداية، للمرغناني في أول باب التميمم. وإليه كل أمر.
[سعدي عبد الهادي]
وفي يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الثانية توفي الشاب الشيخ الماهر الفاضل الأديب الماهر الشيخ سعدي ابن المرحوم العلامة الشيخ عبد القادر ابن عبد الهادي الشافعي مدرس مدرسة دار الحديث الأشرفية. عند سيدي عصرون. وكان ذهب إلى الروم وأتى بها، وله شعر رايق كالروض المغضن بالورد والشقايق. وصلي عليه العصر بالجامع، ودفن عند والده وأهله قرب أبي شامة بالدحداح، عفي عنه آمين.
رجب، أوله السبت، وقيل الجمعة. وفي يوم الأحد، ثالث أو ثاني رجب، وصل الخبر بوفاة شيخ الإسلام بالروم، واسمه اسحق أفندي، وتولى بعده بيري أفندي، وصار مفتي الدولة.
ووفاة شيخ الإسلام يوم السادس عشر من جمادى الثاني سنة ١١٤٧، رحمه الله وعفا عنه آمين.
[الحافظ الخليلي]
وفيه وصل الخبر بوفاة الأجل العلامة، الحافظ الخليلي، حافظ الزمان، وحافظ قطر القدس الشريف والأوان، ذو الشرف الأعلى والصدر المبين. لازم الإقراء والقراءة في أزهى مصره، وتضلع من العلوم وصار أجل أهل عصره، أخذ من علماء الأزهر، وصحا روض علمه وفهمه وأزهر. كان محدثاً جليلاً وصادقاً في مهمات أصحابه خليلاً.
ورد الشام، ونزل دار الشيخ محمد الدكدكجي بدمشق قرب الجامع، هو وجماعته، وألقى بين المغرب والعشاء درساً حافلاً، لازمه مدة إقامته، في صحن الجامع قرب الكلاسة، وكان لهذا الدرس خلق كثير من دمشق.
[علومه]
واسمه الشيخ محمد، وهو ممن يصلح أن يقال له الحافظ في هذا الزمان، وإملاؤه حسن جداً، فهو فريد دهره في العلوم، ووحيد زمانه في المنطق والمفهوم، عرضت عليه رسالتي المسماة: الرسالة المشتملة على أنواع البديع في البسملة، فكتب بخطه إجازة لي على الرسالة المذكورة، وكتب على غيرها من رسائلي، هو والمنلا إلياس شيخنا، وهي شرح الشمعة المضية للسيوطي، في النحو، واستحسنها، وكتب بخطه عليها إجازةً، رحمه الله وعفا عنه آمين.
وكذلك كتب عليها حقي أفندي الرومي البرصلي نزيل دمشق، رحمهم الله جميعاً.
[الشيخ عبد السلام الكامدي]
وفي يوم الجمعة واحد وعشرين رجب، توفي الشيخ الجليل الفهامة، والعمدة المحقق العلامة عبد السلام بن الشيخ الجليل العلامة الشيخ محمد الكامدي الشافعي.