وفي يوم الخميس قبله وردت الفتوى لابن العمادي مع حيدر آغا، فنزل عند المفتي فيما أظن. وقيل إن الوزير أرسل قباء سمور، وراقت الأحوال، ونسأله إصلاح الشؤون كلها.
[واجبات المفتي نحو المدرسين والطلبة]
واعلم أنه مما ينبغي ويتوكد على المفتي بالبلد بالنسبة للمدرسين ملازمة مدارسهم، والتحريج عليهم في ذلك، وحث الطلبة على الحضور، وتقليل كلفة المدرس. وعليه أن يحث على ترويج علوفيته ممن يتراخى فيها، وتخليص حقه والدفع عنهم بكل ممكن وإكرامهم وتعظيمهم والسؤال عنهم، والعزيمة لهم في بعض الأحايين، ولا يجوز له إهمال قضاياهم ولا التهاون فيها، ولا يترك أمورهم ويدع حكام العرف يتحكموا فيهم في إلزامهم المفاسد، لأنه في حقهم ذل ومهانة، ولو باشر هذا الأمر لما كان لحكام العرف ولا القضاة الذين يأتون من الروم دخل، واللوم عليه في التهاون في مثل ذلك، ونسأله التوفيق وإلهام الصواب.
[أسعد المنير]
وفي يوم الأربعاء تاسع عشر الشهر، توفي السيد أسعد بن السيد إسحق المنير العمادي الشافعي الخطيب بجامع المعلق بالأبارين، وعليه الضيائية ومدرسة، وله مدخول حسن، وكان له خبرة في فن القراءات، واستقل بطلب العلم مدةً.
[عبد الرحمن الرسعني]
وفي يوم الثامن عشر، فيه توفي السيد عبد الرحمن جلبي الرسعني، من أرباب القضاء والنيابات، وكان شاباً لا بأس به، عفي عنه آمين.
وفيه ثبت أن أول رمضان الثلاثاء، وكان أفطره الشافعية وعوام الحنفية، وقيل إن القاضي لم يصمه، لأنه كان عمل ضيافةً ودعا إليها قاضي مكة ونحوه، والله يصلح الأحوال. ولكن الحجاج رأوا الهلال الثلاثا فشهدوا على حين غفلة، وكان الناس صلوا العشاء، فارسل القاضي لشعل الجامع وبقاها مشعولة على جاري العادة في الشهر والإحياء، فرجع كثير من الناس، وطلع وعظ الواعظ وصار محافل وأذكار. وهو المدبر سبحانه، وصارت ليلة سبع وعشرين وبقوا على ذلك ثبوت الشهر ثلاثين، والله الموفق.
شوال، أوله الخميس على رؤية الهلال.
وفيه شنق الباشا رجلين من العكامة كانوا أشراراً.
وفيه أرسل لكل من العمادي وابن القاري تشكراً ومدحاً واعتذاراً، وجعلت مدة العمادي إلى آخر شوال.
[الأعراب يردمون الآبار]
وفيه بلغ أن قلعة الأُخيضر أخذتها العرب وقتلت من فيها، إلا من هرب وأخبر. وسدوا بيرها وأبيار كم مرحلة، والله يساعد الحجاج.
وسببه. أن الباشا قتل من سقاية الأبيار من العرب رجلاً، وقيل لم يعطهم الصر الذي عليهم لأجل تملية الماء ببركة الأُخيضر، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الخميس، ثامن الشهر طلع المحمل والباشا إلى قبة الحاج، ونزل الباشا مخيمه بعدما تسلم المحمل وكتب به حجة، ومعه الماية والخمسين بيرقاً، ومعه أولاده ركاب خلفه كأنهم أشوام.
وفي ليلة الأحد حادي عشر شوال كنا بالزعيفراتية، وقف القاضي إسماعيل بن الجرجوم الصالحي، وكانت بيد السيد محمد بن شيبان الصالحي.
[أحمد العاتكي]
وفي يوم الأربعاء رابع عشر الشهر توفي رئيس المؤذنين بالجامع أحمد جلبي العاتكي بالحمى، وصلي عليه الظهر بالجامع ودفن بتربة الدحداح.
وفي يو الخميس الخامس عشر فيه، طلع الحج الشامي ودخل الحلبي والأعجام.
وفي يوم السبت السابع عشر طلع جميع الحج الحلبي، ولم يبق من الحجاج أحد.
[بنت أحمد الناشفي]
وفي يوم الاثنين سادس عشرين شوال، توفيت بنت أحمد آغا بن حسين آغا الناشفي، وصلي عليها بالجامع الكبير، وأُعلم لها بمادنة العروس ودفنت بالباب الصغير.
وفي يوم الخميس أواخر شوال، رجعت المزيربتية ورحل الباشا الأربعاء قبل الهلة بيومين.
[ذو القعدة:]
الشيخ محمد الكاملي