وسائلاً عن فؤادي تبلغا أملي ... إن التعلل يشفي غلة الصادي
واستشفعا تشفعا تسآلكم فعسى ... يقدر الله إسعافي وإسعادي
وأجملا لي وحطا عن قلوصكما ... في سوح مردي الأعادي الضيغم العادي
مسعود عين العلى المسعود طالعه ... قلب الكتيبة صدر الحفل والنادي
رأس الملوك يمين الملك ساعده ... زند المعالي جبين الجحفل البادي
شهم السراة الألى سارت عوارفهم ... شرقاً وغرباً بإغوار وإنجاد
نرد غمار العلى في سوحه ونرح ... أيدي الركائب من وخد واسآد
فلا مناخ لنا في غير ساحته ... وجود كفين فها رائح غادي
يعشوشب العز في أكناف عقوته ... يا حبذا الشعب في الدنيا لمرتاد
ونجتني ثمر الآمال يانعةً ... من روض معروفه من قبل ميعاد
فأي سوح يرجى بعد ساحته ... وأي قصد لمقصود وقصاد؟
ليهن ذا الملك إن ألبست حلته ... محيي مآثر آباء وأجداد
لبستها فكسوت الفخر مرسلها ... مشهّراً يبهر المصبوغ بالجادي
علوت بيتاً ففاخرت النجوم علاً ... والشهب فخراً بأسباب وأوتاد
ولحت بدراً بأفق الدست تحسده ... شمس النهار وهذا حرها بادي
وصنت مكة إذ طهرت حوزتها ... من ثملة أهل تثليث وإلحاد
قد غر بعضهم الإهمال يحسبه ... عفواً فعاد لإتلاف وإفساد
وزدتهم عن حمى البيت الحرام وهم ... من السلاسل في أطواق أجياد
كأنهم عند رفع الزند أيديهم ... يدعون حباً لمولانا بإمداد
وما ارعووا فشهرت السيف محتسباً ... يا برد حرهم في حر أكباد
غادرتهم جزراً في كل منجدل ... كأن أثوابها وجت بفرصاد
وأثمر السدر من أجادهم ثمراً ... حلواً بأفواه أجداث وألحاد
سعيت سعياً حثيثا من خمائله ... نور الأمان لأرواح بأجساد
فكم بمكة من داع ومبتهل ... ومن محب ومن مثمن ومن فاد
وعاد كل عصي مصلحا وغدت ... أيامنا بالهنا أيام أعياد
إلى أن قال:
فهاك يا ابن رسول الله من ... أورت قريحته من بعد إخماد
فأحكمت فيك نظما كله غرر ... ما أحرزت مثله أقيال بغداد
أضحت قوافيه والإحسان يشرحها ... روض البديع لإرصاد بمرصاد
ترويه عني الثريا وهي هازئة ... بالأصمعي وما يروي وحماد
وتستحث مطايا الزهر إن ركدت ... كأنها إبل يحدوا بها الحادي
توقظ الركب ميلاً من خمار كرى ... والليل من طول تدآب السرى هادي
أمّتك تشفع إذلالا لمنشأها ... فاقبل تذللها يا نسل أمجاد
وأسبل الستر صفحاً إن بدا خلل ... نهتك به ستر أعداء وحساد
وقل تقرب إلينا تستعز بنا ... ما حق مثلك أن يقصى بإبعاد
لازلت ياعزّ آل البيت في دعة ... تحف منهم بأنصار وإنجاد
ثم الصلاة على الهادي وعترته ... وصحبه ما شدا في أيكتة شاد
وقال يستدعي جماعة من الفضلاء، وهم بجبل النور الكائن بالمعلاة وهو بمنى:
عليكم من محب حشو أضلعه ... ودٌ أرقُّ إلى الظامي من النطف
تحية يرتضيها الفضل إن نفحت ... أربت على نفحات الروضة الأنف
حواكم أجبل العالي بكم شرفاً ... على المعالي التي تعلوا على الشرف
نظمتم فيه نظم العقد متسقاً ... على تليل كعاب ظاهر الترف
وغادرت عبدكم أيدي مؤلفه ... مكبلا وحده في ربقة الصدف
منى هي الصدف المومى إليه منىً ... للنفس فيها وفي افنائها الورف
ولا أنيس لكم إلا مماثلكم ... على بثين جميل السفح والسعف
يجيبني بصدى صوتي فأرفعه ... من قلة الإلف أو من كثرة الشغف
فهل وفي من الخلان يسعدني ... في الفجر أو بعد ماصلى مع الحنفي
يجيبني أو يجيب الضير عنه وما ... يجيبني غير محيي الدين أو شرف
كفآن يرضاهما الإحسان إن نطقا ... أو أرغفا لدن الأقلام في الصحف