تجمع في علياك كل تفرق ... من الوصف حتى الضد يظهره الضد
فقربك والعليا وحلمك والسطا ... وحزمك والجدوى وملكك والزهد
وعنك استفاد الناس مدحاً بمثله ... على الشب يشدو أو على الركب إذا يحدو
فدونكما مني على البعد غادة ... يظل عبيداً وهو من خلفهما عبد
على أيها تحتك منك بناقد ... يرجى له نقد ويخشى له نقد
عريق العلى ألفاظه كدروعه ... غدا والوغى والسلم يحكمه سرد
حمى الله ريب الحوادث ملكه ... ولازال للأقدار من حوله جند
هو الكافل الدنيا بأنعمه فما ... يحس لمفقود بأيامه فقد
وإني وأن أخرت سعياً لأرتجي ... عوائد من نعماه تسعى بها البرد
إذا المرء لم يشدد إلى الغيث رحله ... أَتى نحو مغناه حيا الغيث يشتد
وما أنا إلا العبد ما في رجائه ... ولا ظنه عيب ولا يمكن الرد
وقال يرثي شهاب الدين محمود:
واوحشتي لمقام منك محمود ... واحسرتي لوداد فيك معهود
لو شام طرفك ما أَلقاه من حرب ... لم تدر من هو منا الهالك المودي
إنا إلى الله من رزء دنا فرمى ... دمعي وشجوي بإطلاق وتقييد
يا معرضاً عن لقاء الصحف منقطعاً ... وكان أكرم مصحوب ومودود
بالرغم أن أنشد الألفاظ عاطلة ... من حلي مدحك أثناء الأناشيد
أو أن أعوض منثور المدامع عن ... سماع در من الأقوال منضود
لم يبق ببعدك ذو سجع أعارضة ... إلا الحمائم في نوح وتعديد
من للدواوين يقضي بالتآمل في ... مخرج من معانيها ومردرد
كنا نعدك فرداً في موازنها ... رزئنا بموزون ومعدود
من للرسائل في لامات أحرفها ... تغزو رزئنا بموزون ومعدود
من للرسائل في لامات أحرفها ... العداة بألفاظ صناديد
سقيا لعيدك منم سحاب ذيل تقى ... مضى وليس الآذى منه بمعهود
عصب إذا رمت زهداً أو حذرت وغى ... أرضاك في ذا وفي هذا بتحرير
هي المنية لا تنقل صائدة ... نفوسنا بين مسموع ومشهود
أين الملوك الألى كانت منازلهم ... تراحم البجر في عز وتسييد
لم يحمهم سرد داود الذي ملكوا ... من المنون ولا جند ابن داود
إيها سقاك شهاب الدين صوب حيا ... يكاد يعشب أطراف الجلاميد
لو لم تكن بوفاء القصد تسعفنا ... كانت بنوك وفاً عن كل مقصود
في كل معنى أرى حسناك واضحة ... فحسرتي كل وقت ذات تجديد
وقال يمدح مؤيد الدين ويهنئه بعيد الفطر وقد أجاد في وصف الهلال:
يا شاهر الطرف حي فيك مشهور ... وكاسر الطرف قلبي منك مكسور
امرت لحظك ان يسطو على كبدي ... يا صدق من قال إن السيف مأَمور
وجاوب الدمع ثغراً منك متسقاًً ... فبيننا الدر منظوم ومنثور
لا تجعل اسمي للعذال منتصباً ... فما لتعريف وجدي فيك تنكير
ولا توال أذى قلبي لتهدمهُ ... فإنه منزل بالود معمور
هل عند منظرك الشفاف جوهره ... إني إليه فقير اللحظ مضرور
أو عند مبسمك الفرار بارقة ... اني بموع صبري فيه مغرور
لقد ثنى من يدي صبري عزائمه ... قلب بطرفك أمسى وهو مسحور
وقد تغير عهد الحال من جسدي ... وما لحال عهودي فيك تغيير
حبي ومدح ابن شاه شاه من قدم ... كلاهما في حديث الدهر مأَثور
أنشا المؤيد ألفاظي وأنشرها ... فحبذا منشأ منها ومنشور
ملك إذا شمت برقاً من أسرته ... علمت أن مراد القصد ممطور
مكمل الذات زاكي الأَصل طاهره ... فعنده الفضل مسموح ومنظور
أقام للملك آراء معظمة ... لشهبها في بروج اليمين تسيير
وقام عنه لسان الجود ينشدنا ... زوروا فما الظن فيه كالورى زور
هذا الذي للثنا من نحو دولته ... وللجوائز مرفوع ومجرور
وللعلوم تصانيف بدت فغدت ... نعم السوار على الإسلام والسور
في كفه حمر أقلام وبيض ظبي ... كأَنها لبرود المدح تشهير
قد أثرت ما يسر الدين أحرفها ... وللحروف كما قد قيل تأثير