ويشم ما سن أبوه من العلى ... لا قاصر عنه ولا متبلدا
ما شاد اسماعيل بيت فخاره ... إلا ليستدعي إليه محمداً
سار على منهاجه فإذا رأت ... عيناك منصوراً رأيت مؤيداً
يا ابن الذي ملأ الوجود مواهباً ... والأفق ذكراً والصحائف سؤدداً
شرفت شعري ذاكرته وأنرته ... حتى كأن بكل حرف فرقدا
فلأهدين فريدة لممدح ... أضحى بنيل نداه شعري مفرداً
حسب ابن شاد أن يراني للثنا ... عبداً وحسبي أن أراه سيدا
وقال يمدح الأفضل:
صدودك باللمياء عني ولا البعد ... إذا لم يكن من واحد منهما بد
بروحي من لمياء عطف إذا زها ... على الغصن قال الغصن ما أنا والقد
وعنق قد استحسنت دمعي لأجلها ... وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
من العرب إلا أن بين جفونها ... أحد شبا مما يجرده الهند
على مثلها يعصى العذول وإنما ... يطاع على أمثالها الشوق والوجد
عزيز على العذال مني صرفها ... وللقلب في دينار وجنتها نقد
أعذالنا مهلا فقد بان حمقكم ... وقد زاد حتى ما لحمقكم حد
وقلتم قبيح عندنا العشق بالفتى ومن أنتم حتى يكون لكم عند؟
سمحت بروحي للحسان فمالكم ومالي وما هذا التعسف والجهد
وثغر يتيم الدر سلم مهجتي ... فأتلفها من قبل ما ثبت الرشد
هو البرد الأشهى لغلة هائم ... أو الطلع أو نور الأقاحي أو الشهد
ومرشفه المن الذي لا يشوبه ... سلوي أو الراح المشمول أو النهد
عهدت الليالي حلوة بارتشافه ... وهن الليالي لا يدوم لها عهد
فملا ابتسم البرق الذي كان بالحمى ... غداة تفرقنا ولا قهقه الرعد
تولت شموس الحي عنه ففي العلى ... سناها وفي أكباد عشاقها الوقد
وكم ذابح للصب يوم تحملوا ... بأخبية غنى بها للسرى سعد
فيا قلب جهداً في التحرق ... وهذا لعمري جهد من لا له جهد
ويا دمع فض وجداً بذكر خدودهم ... فإنك ماء الورد إن ذهب الورد
رعى الله دهراً كنت فارس لهوه أروح إلى وصل الأحبة وأدو
جوادي من الكاسات في حلبة الهنا ... كميت والإ من صدور المها نهد
وفي عضدي بدر الجمال موسد ... وقد قدحت المراح في خده زند
وعيشي مأمون الطباق الذي أرى ... فلا الشعر مبيض ملا الحال مسود
زمان ولى بالشبيبة وانقضى ... وفي في طعم من مجاحته بعد
يزول وما زالت مذاقته الصبا ... ويبلى وما تبلى روائحه البرد
له أبداً مني التذكر والأسى ... وللأفضل الملك القصائد والقصد
بكم آل ايوب غنينا عن الورى والأسى ... فلم نجد الأمداح فيهم ولم يجدوا
أتينا لمغناكم تجاراً وإنما ... بضائع الآمال تعرض والحمد
فنفقتم سوق الثنا بضائع ... معجلة للوفد من سبقها وفد
ورشتم جناح الآملين وطوقت ... رقاب بنعماكم فلاغرو أن تشدو
سقى تربة الملك المؤيد وابل ... وفي على عهد المعالي له عهد
لقد صدقتنا في الزمان وعوده وشيمة اسماعيل أن يصدق الوعد
وولى وقد أوصى بنا الملك الذي ... أبر على جمع العلى شخصه الفرد
فما لبنى أيوب ند من الورى ... وما في بني أيوب عندي له ند
مليك له في الملك أصل ومكسب=وحظ فنعم الجد والجد والجد
حوته العلى قبل الحجور وهزه حديث الثنا من قبل المهد
وغذته للعلياء قبل لبانه ... لباناً لها من مثله مخض الزبد
فجاء كما ترضى السيادة والعلى ... وحيداً على أبوابه للورى حشد
رعى خلق رب العباد وخلقه ... فحسن ما يخفى لديه وما يبدر
ألم ترني يممت كعبة بيته ... لحج ولائي لاسواع ولاود
عقلت بحبل من جبال محمد ... أمنت به طارق الدهر أن يعدو
ويممت مغناه بركب مدائح يسيل بها غور ويطفو بها نجد
من اللاء كثرها تكاثرت ... لدي بها الأتباع والأصل والولد
وأعجبني المرعى الخصيب ببابه ... فحالي به الأهنى وعيشي به الرغد
أَيا ملكا لولا حماه وجوده ... لما ملح المرعى ولا عذب الورد