للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عوذ بياسين أطراساً براحته ... فيها من الزخرف المشهود آيات

إلى آخرها، وقال يمدح تاج الدين ابن الزين خضر:

نجوم تراعيها جفون سوافح ... ولا طيفكم دان ولا الليل نازح

أبا خلة عني بطيف خيالها ... عسى ولعل الدهر فيك يسامح

وتاركة قلبي كليماً وناظري ... ذبيحاً ولا في العيش بعدك

لمحتك للبين المصادف لمحة ... فطاحت بأحشائي إليك الطوائح

جوارح ينمو شجوها وسقامها ... (علي ودوني جندل وصفائح)

وقلب عصى نصحي عليك وسلوتي ... فأبعد شيء صبره والنصائح

وقلت جبين المالكية عذره ... فقال الورى عذر لعمرك واضح

ولم أنس يوم البين إيماء طرفها ... وعيس المطايا للفلاة جوانح

فليت الردى أجرى دم العيس ناحراً ... (فسالت بأعناق المطي الأباطح)

ومما شجاني في الضحى صوت ساجع ... كأني له بعد الحبيب أطارح

يساعدني نوحاً يكاد يجيبنا ... بأمثاله بان الحمى المتناوح

فليت حمام الأيك يوماً أعارني ... جناحاً إلى الركب الذي هو نازح

وليت النجوم الزهر تدنو قوافيا ... لنا فتنقى في ابن خضر المدائح

رئيس تجلى بشره ونواله ... فلا الأفق مغبر ولا العام كالح

على المزن من تلك البنان تشابه ... وفي البدر من ذاك الجبين ملامح

وفي الروض من أخلاقه وثنائه ... سمات فنعم المزهرات الفواتح

ولله أقلام الحماسة والندى ... على يده حيث السطا والمنائح

حمين الحمى لما فتحن بلاده ... وقد أقصرت عنها القنا والصفائح

فهن على اللائي فتحن مغالق ... وهن على اللائي غلقن مفاتح

وطوقنا أطواق جود فكلنا ... على شبه الأغصان بالحمد صادح

وروض أقطار الشآم بأحرف ... سقى أصلها طام من النيل طافح

وصدر لما يلقى من السر لائق ... وكوكب فضل في سما الملك لائح

علي المدى لا بالملمة جازع ... ولا بالتي يثنى لها العطف فارح

وزاكي النهى إما لمعنى سيادة ... وإما لأكباد المعادين شارح

بليغ إذا نص المقال وبالغ ... مدى الرأي حيث النيرات الطوامع

وأبيض وجه العرض والوجه والتقى ... إذا لفحت سفع الوجوه اللوافح

على دولة الأملاك كل فصوله ... ربيع وفي الأعدا سعود ذوابح

وللطالبي النعمى غمام كأنه ... لما جد في جود وحاشاه مازح

إلى عدله يشكو الزمان وإنه ... ليمٌّ يغادي أمره ويراوح

تعودت أن تسري إليه ركائبي ... فترجع وهي المثقلات الروانح

وآخذ من قبل المديح جوائزا ... تقصر عن أدنى مداها المدائح

فلا غرو أن آتي بهن مضيئة ... كأن المعاني في البيوت مصابيح

أمولاي إن يسكت لساني صبراً ... فإن لسان الحال مني صادح

وقال يمدح الملك المنصور:

أهواه فتان اللواحظ أغيدا ... ترك الغزال من الحياء مشردا

ولأجله الأغصان مالت من صبا ... والبدر طول الليل بات مسهدا

وأغن أقسم لاعصيت عصابة ... تدعو إليه ولا أطعت مفندا

نشوان من رأى ناراً على وجناته ... تذكو فآنس من جوانبها هدى

أبداً أميل إلى لقاه وإن جفا ... وتحن أحشائي له وإن اعتدى

وأطول أشجاني بطرف فاتر ... ترك الفؤاد بناره متوقدا

ومورد الوجنات لولا حسنه ... لم يجر دمعي في هواه موردا

وبليت منه بدور عشق دائم ... مثل الهلال إذا استسر تجددا

قد أقسمت أحشاي لا تدع الأسى ... كأنامل المنصور لا تدع الندى

أبهى الورى خلقاً وأبهر منظراً ... وأجل آلاء وأكرم مولدا

ملك يغار البدر لما يجتلى ... ويذوب قلب الغيث لما يجتدى

في وجهه للملك نور سعادة ... تعشو له الآمال واجدة هدى

قرع يخير عن ميادي أصله ... ياحبذا خبر لديه ومبتدا

طالت يداه إلى مآثر بيته ... فحبت مكارمه بكل يديدا

ذو همة في الفصل يحكم يومها ... وبريك أحكم من فواضلها غدا

وشجاعة تنضي السيوف صقيلة ... وإلى المعامع ربها يشكوا الصدا

يزداد معنى بيته حسناً به ... فكأنه بي القريض مولدا

<<  <   >  >>