ولو تولت حزون الأرض راحته ... لم يبق في الأرض صلد غير منبجس
من مبلغ قومي الزاكي نجارهم ... أني اعتزيت إلى جم العلى ندس
مجدداً لي في أمداحه نسباً ... أبر من نسب في الترب مندرس
ما زلت أخبر ممدوحاًُ فأهجره ... حتى اعتلقت بحبل محصد المرس
وطاهر الخيم لا تثنى خلائقه ... على الملال ولا تطوى على الدنس
ما شمت بارق جدواه فأخلفني ... ولا عهدت إلى معروفه فنسي
تلك العلى لابن حمدان على حلب ... ولابن عمار شأو في طرابلس
يا ابن الملوك الألى خذها عروس ثناً ... مصرية المنتمى عربية النفس
الله أكبر صاغ الحق مادحكم ... كأنه ناطق من حضرة القدس
وقال في جمال الدين بن حجلة عند قدومه من الحج:
تذكر جرعاء الحمى فتجرعا ... كؤوس الأسى بالدمع راحاً مشعشعاً
وفارق جيران الغضا غير أنه ... به أودع القلب الشجي وودعا
يكرر لثم الترب حتى كأنه ... يحاول ختماً للذي فيه أودعا
فأدمعه قد صرن ألفاظ شجوة ... وألفاظه من رقة صرن أدمعا
أقول وقد راجعت بالشام ذكرهم ... ألا قاتل الله الحمام المرجعا
يذكرني عهد العقيق كأنه ... بلؤلؤ دمعي صار عقداً مرصعا
عسى كل عام زورة لمفارق ... فيا حبذا من أجل لمياء كل عا
إمام الهدى والعلم هنيت مقصداً ... سعيداً وعوداً بالقبول ومرجعا
يطوف ويسعى للاما الذي سعى ... وطاف بذياك الحمى وتمتعا
تكاد ستور البيت تجذب برده ... لعرفان محمود الشمائل أروعا
فإن ملأ الاحسان كم مجاور ... فقد ملأ الحجر المحامد والدعا
وهنئ أفق الشام رجعة نير ... مليء بإسعاد الرعية والرعا
تحييه أغصان البلاد كأنما ... هوت سجدت نحو الإمام وركعا
وتلثم حتى مبسم الغيث في الثرى ... بدور لآثار الركائب مطلعا
لك الله ما أتقى وأنقى سريرة ... وأرفع قدراً في الأنام وأنفعا
وأكرم في الأنساب والفضل جمة ... وأشرف في الدنيا وفي الدين موضعا
وأندى يداً لو أورقت عود منبر ... لما عجب الرائي وإن قيل أينعا
كرامات من مدت يداً دعواته ... ظلالاً إلبى أن عمت الناس أجمعا
إليك خطيب الشام لابن خطيبها ... براعة مدح كان برك أبرعا
مديحك فرض لازم لي فطالما ... بدأت فأسديت الجميل تطوعا
ومن مقاطعاته قوله:
حلفت لها بالعاديات دموعي ... وبالموريات النار وهي ضلوعي
لئن كان من قد لامني غير مبصر ... محاسنها إني لغير سميع
محجبة تفتر عن مبسم كما ... ينظم في أزكى الأنام بديعي
فريد العلى والعلم والحلم والتقى ... فيا لفريد حائز لجميع
يضوع قريضي في الورى بامتداحه ... وما جوده لي في الورى بمضيع
أصوغ بسيطاً في الثناء وكاملاً ... على وافر من جوده وسريع
ولا عيب في إحسانه غير أنني ... شرهت فما لي اليوم وصف قنوع
بشهر ربيع قد أتيت مهنئاً ... وكل زماني منه شهر ربيع
فلا زال من خدام مديحي لفضله ... صوابي ونجحي مقبلاً وشفيعي
ومنها قوله:
لله طرف غداة البين ما هجعا ... وحملته الليالي فوق ما وسعا
بين السهاد وبين الدمع مقتسم ... فيكم فما جف من شوق ولا هجعا
يخادع الشوق طرفي عن مدامعه ... إن الكريم إذا خادعته انخدعا
ويقتضي الهم تسهيدي فيا حرباً ... من قاتلين على إنساني اجتمعا
سحقاً ليوم النوى ماذا رمى بصري ... حتى استهل وماذا بالحشا صنعا؟
وقائل ما الذي أبكاك قلت له ... شخص رمى بالنوى طرفي فقد دمعا
وقال يمدح المؤيد لدين الله:
سرى طيفها حيث العواذل هجع ... فنم علينا نشره المتضرع
وبات يعاطينا الأحاديث في دجى ... كأن الثريا فيه كأس مرصع
أَجيراننا حيى الربيع دياركم ... وإن لم يكن فيها لطرفي مربع
شكوت إلى سفح النقا طول نأيكم ... وسفح النقا بالنأي مثلي مروع
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أو يتوجع