إن اعتذارك بالمشيب يجره ... للصد أو يدني إليك ملاله
إِذ أن ذلك لا يزال ملازماً ... لو زاد فالوعد ارتكبي مطاله
والعذر أحسنه الذي قد زال عن ... ك وقد حمدت وقوعهُ ومثاله
وفي سنة ١٢٦٤ بلغ السيد عبد الجليل أن داود باشا أرسل القصيدة الخالية إلى أدباء بغداد ليجاروها ونسبها لبعض شعراء النصارى وهو بطرس كرامة الشامي وهو غلط أو دعوى وإنما هي لبعض أهل جبل عاملة من قرى الشام وهي متقدمة على عصره كما وجدت في بعض المجاميع وعند وصولها بغداد تجاذبها الأدباء وأرادوا مجاراتها ولما علم السيد أنها صادرة من الباشا أحب أن يذيلها ويجعل ذيلها مدحاً فيه فيصير غزلها للعاملي ومديحها له وآخر خالية العاملي قوله:
لكل جماح إن تمادى شكيمة ... ولكن جماح الدهر ليس له خال
وأول قول السيد:
نعم خاله تقوى الإله فإنها ... ستكسوك ثوب العز إن أعوز الخال
وهذه خالية العاملي:
أمن خدها الوردي أفتنك الخال ... فسح من الأجفان مدمعك الخال
السحاب
وأومض برق من المحيا جمالها ... لعينك أم من ثغرها أومض الخال
البرق
رعى الله ذياك القوم وإن يكن ... تلاعب في أعطافه التيه والخال
الكبر
ولله هاتيك الجفون فإنها ... على الفتك يهواها أخو العشق والخال
الخلي من العشق
مهاة بأمي أفتديها ووالدي ... وإن لام عمي الطيب الأصل والخال
أخو الأم
ولما تولى طرفها كل مهجة ... على قدرها من فرعها عقد الخال
اللواء
إذا افتكت أهل الجمال فإنما ... لهن على أهل الهوى الملك والخال
الخلافة
وليس الهوى إلا المروءة والوفا ... وليس له إلا امرؤ ما جد خال
السمح الكريم
وكم يدعي بالحب من ليس أهله ... وهيهات أين الحب والأَحمق الخال
الضعيف القلب والجسم
معذبتي لا تجحدي الحب بيننا ... لما اتهم الواشي فإني الفتى الخال
البريء من التهمة
ولي شيمة طابت ثناء وعفة ... تصاحبني حتى يصاحبني الخال
الكفن
سلي عن غرامي كل من يعرف الهوى ... تري أنني رب الصبابة والخال
الصاحب
لا تسمعي قول الحسود فإنه ... لقد ساء فينا ظنه السوء والخال
التوهم
سعي بيننا سعي الحسود فليته ... أشل وفي رجليه أوثقه الخال
الظلع من الدابة والعرج
وظبية حسن مذ رأيت ابتسامها ... عشقت ولم تخط الفراسة والخال
المخيلة
توسم طرفي في محاسن وجهها ... فلاح له في بدر سيمائها الخال
التوسم بالخير
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة ... ويعشقها سامي النباهة والخال
الرجل حسن المخياة والفراسة
أيا راكبا يفري الفلاة بجسرة ... يباع بها النهد المطهم والخال
البعير الضخم
بعيشك إن جئت الشآم فعج إلى ... مهب الصبا الغربي يعن لك الخال
جبل بعينه
فإن ناشدتك الغيد عني فقل على ... عهود الهوى فهو المحافظ والخال
الملازم
فسلم بأشواقي على مربع عفا ... كأن رباه بعدنا الأقفر الخال
موضع لا أنيس فيه
فإن قيل هل سام التبصر بعدنا ... فقل صبره ولى وفرط الجوى خال
ثابت
لكل جماح إن تمادى شكيمة ... ولكن جماح الدهر ليس له خال
اللجام انتهى كلام العاملي وهذا تذييل السيد رحمه الله تعالى بقوله:
نعم خاله تقوى الإِله فإنها ... ستكسوك ثوب العز إن إعوز الخال
الثوب الناعم
وقل لعفاة ساءهم سوء حالهم ... وامطرهم عن واكف السحب الخال
السراب
هلموا سراعا واهرعوا نحو ماجد ... سري فما كل الفحول هو الخال
الرجل السمح
ولا تكنوا إلا لمن كسبه الثنا ... ولم يك في حسن السجايا الفتى الخال
المتكبر
إِذا استبق الأقران في حلبة العلى ... فكل كريم رام سبقاً هو الخال
الحرون
فليس لدواد الهمام مزاحم ... بعلم وحلم لا يوازنه خال
جبل
وفياض جود عاض عن صيب الحيا ... وعم به حتى ارتوى الوهد والخال
الاكم
ومن مثله والعلم والفهم حليه ... وهل يتسامى شامخ الطود والخال
المنخفض