للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له زاخر الفهم الذي فاض حكمة ... ومن علمه للناس في فضله خال

ترسم الخير

مليك كسى القطر العراقي بهجة ... بعدل وأمن شاد ركنيهما الخال

السيف

غدا عصمة اللاجي إذا راعه العدى ... وكعبة جود طالما أَمهُ الخال

المحتاج

إليك أمير المكرمات فريدة ... أتتك من الفيحاء يعنو لها الخال

نيت مزهر

تجوب من البيداء كل تنوفة ... بها للوجى تدمى النجائب والخال

الفحل الأسود من الابل

معارضة للعاملي بنسخة ... وعند رواة العصر إتيانها خال

وهم

لقد مدح الوزير وقد أتى ... تغزلها قلب في الهوى خال

فارغ القلب

ولا زلت يا عين الزمان ممتعا ... بعز وذكر عنده يقدم الخال

الجبان

معاناً سعيد الجد متصل الهنا ... أخا نعمة تزهو وأنت بها الخال

المختار ثم إن داود باشا أرسلها أيضاً إلى صالح التميمي طالباً منه مجاراتها فاعتذر وقال:

عهدناك تعفو عن المسيء تعذرا ... ألا فاعفنا عن رد شعر تنصرا

دع الشانىء المخصوص بالنص إننا ... نراه بميدان البلاغة أَبترا

به سمةٌ من صبغة الخال سودت ... بصيرته لا كان ممن تبصرا

عداه شبيث والأحص وفاته ... من الرند والقيصوم ما كان مزهرا

أما وعلوم ضمها صدرك الذي ... براه إله العرش للعلم إذ برا

وفيض أيادي حكمة في رقابنا ... مكارم كالأَطواق محكمة العرى

لجم غفير صير الخال قبله ... مكان القوافي بالقوافي مكررا

وما الشعر إِلا ما أبانت صدوره ... قوافيه لا ما السمع فيه تحيرا

وغنى به الساقي على الكأس آخذاً ... عليك وإن لم تشرب الكأس أسكرا

لعمرك ما كعب ولا الشيخ قبله ... زهير بتكرار القوافي تصدرا

وإني أرى المصنوع منه تأمراً ... بما لا أرى المطبوع إلا تأمرا

فدع ذا ولكن اسأل الله بالذي ... دنا فتدلى ثم بالوحي أخبرا

بشيراً يوافي باللقاء وطالما ... يوافي رسولاً بعد يأس مبشرا

لداود والأيدي الجسام صنائع ... لنا يسرت أمراً لنا ما تيسرا

رؤوف بنا عطوف ولم يكن ... تغير لو أن الزمان تغيرا

على البعد شاهدنا له كم عناية ... تشكر والإِحسان بالحر اثرا

ومذ وصلت هذه الأبيات إلى داود من صالح التميمي عرضها على بطرس كرامة فأجابه بقوله:

لكل امرىء شأن تبارك من برى ... وخص بما شاء كلاً من الورى

ولو شاء كان الناس أمة واحد ... ولم تلق يوماً بينهم قط منكرا

ولا يفتخر مرءٌ بجد يناله ... تراثاً إذا عن طارف الفخر قصرا

ولا يحتقر در يجيءُ به فتى ... يخالف جنساً أو يرى غير ما يرى

إذا ضاع قدر الدر من حلي بائع ... فذلك جهل باللآلي بلا مرا

كما عاب شعري قائل في قريضه ... ألا فاعفنا عن رد شعر تنصرا

عداني شبيث والأحص وإنما ... رشفت من الآداب سهداً وكوثرا

ولي سمة من صبغة الخال قد سمت ... وقد سودتني بالبلاغة منبرا

عجبت له من أنه نعم فاضل ... فكيف تغاضى عن أخي الفضل وازدرى

نعم إنني من أمة عيسوية ... وأهل كتاب لن يشان وينكرا

وأقرب من كل الأنام مودة ... إليه كما قد جاء بالذكر مخبرا

وما أنا ممن آمنوا بنبيهم ... وقد أنكروا صحب الرسول المطهرا

ولو أنه يتلو وقل لا تجادلوا ... لكان أتى بالحق حكما وما افترى

لعمرك ما داعي الفصاحة ملة ... ولا نسب حتى ألام واهجرا

فذلك فضل الله يؤته من يشا ... ولن ينتهي فضل الإِله ويحصرا

فقس مسيحي والسموأل موسوي ... وغيرهما ممن تقدم أعصرا

كذا ابن سهل وابن صاعدة الذي ... ببغداد أهدته المنية للثرى

كذا الصابيء المشهور من شاع ذكره ... ومن فضله أملى ابن خاقان دفترا

كفاني فخراً أن شعري لم يعب ... بوزن ولا لحن ولم يحو ممقرا

وما الورد إلا ريحاً ومنظراً ... وإن يكن الرومي هجا الورد وافترى

ولا يسلب الحسناء قول ضرائر ... صباح جمال عنده يحمد السرى

ولا يحسبني أعجمياً فإن لي ... من العلم والآداب قوماً ومعشرا

<<  <   >  >>