للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعصر تقضت فيه أيام صبوتي ... أطارح فيه من أشاء بلا ازدرا

ويسعدني فيما أردت شبيبتي ... وعهد الصبا ادعى لثائرة المرا

ليالي إذا قاد الهوى لي صبابة ... فأثني بها ألمي المراشف جؤذرا

وإني وإن فارقت أيام صبوتي ... فبالفكر أرعاها عياناً تحسرا

ومن خلقي تذكار عهد شبيبتي ... وبعض وفاء الحب أن اتذكرا

لعمرك فاتتني سريعاً حسبتها ... كزورة جاف مر في سنة الكرى

وسائل صب شاب للغيد قد وهت ... كاعزل لاقى في الهياج غضنفرا

ويا طيب عصر صالح لي بصالح ... بصحبته كان الوداد مقررا

بمنعرج الفيحاء مر اجتماعنا ... وكان به ليل المسرة مقمرا

قضيت به للأنس كل لبانة ... فإن شئت سل عما جرى حينئذ جرى

فيا طال ما حلى القريظ بنظمهِ ... وفاح به النادي لذلك عنبرا

وكم نكت أبدى لنا من فنونه ... طرائف منها يرشف السمع كوثرا

سوى أنه في الارتجال لراجل ... اذا أبصر الأعيان في الربع حضرا

حياء وإن ضم اليراع بنانه ... أجاد أعاريض القريض مفكرا

عسى مالك الغفران يقبل عذره ... ويمحو له ما ظل فيه مقصرا

ودونك إِبراهيم هيفاء كاعباً ... أحاديثها تغني عن الراح مسكرا

وترفل تيهاً في مطارف حسنها ... وبالغنج تجلو عن نديم مكدرا

أتتك من الفيحاء تطوي سباسباً ... قفاراً بها الخريب صاح تحيرا

فلا منهجاً دلت ولا منهلاً درت ... ولا سمة تهدابها يحمد السرى

وغاية ما في النفس علم ورودها ... إليك بها يسعى البريد محررا

ولا زلت تجلو كل خالية بها ... تسامر مصقول الترائب أحورا

وعش فارها ما جاد بالوصل نازح ... على واله بالقرب وافى مبشرا

وقال مشطرا بيتي جرير في الغزل فقال:

"إِن العيون التي في طرفها حور" ... هن الشقاء لقلب بالهوى دانا

تلك الصحاح المراض الفاتنات لقد ... "قتلننا ثم لم يحيين قتلانا"

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... بنظرة تدع الخريب حيرانا

ياللرجال يقدن الأسد راغمة ... "وهن أضعف خلق الله أركانا"

واقترح على السيد رحمه الله تعالى بعض أصحابه تشطير بيتين فاسعفه بمراده فقال:

"عداي لهم فضل علي ومنة" ... فقد أرهفوا مني شبا العزم ماضيا

بهم شدت أركان الفضائل جاهداً ... فلا أبعد الرحمن مني الأعاديا

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... ورب لبيب يطرق الأمر ساهيا

ومالي لا أكسوهم حال الثنا ... "وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا"

ولما شطرهما راق له تخميسهما فقال:

مجازاة ذي الإِحسان والعرف سنة ... وكل كريم للوفاء مظنة

وإِني أرى والعقل للمرء جنة ... عداي لهم فضل علي ومنة

فلا أبعد الرحمن مني الأعاديا ... أما إِنهم أبدوا أموراً حذرتخا

وما رابني منها انبعثت أبتها ... ومذ زاحموني في المكارم حزتها

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

ومن قوله والتزم في آخر كل بيت كلمة حكمة:

عشقت فريداً في الجمال محبباً ... إلى كل قلب والجميل حبيب

خلائقه الحسنى تريك نجابة ... إلى ظرف والحسن فيه ضروب

لقد رمت منه الوصل ظناً بأنه ... قريب وما كل الظنون تصيب

فعاملني بالعطف من غير ريبة ... وكل أَريب لن تراه يريب

وقال السيد رحمه الله: مادحاً الإِمام المقدم الملك المفخم قائد المنصورة والأولوية المجاهد في الله حق جهاده المتمسك باتباع الشريعة في إِصداره وإِيراده سعود بن عبد العزيز أسعده الله برضوانه وأسكنه أعلى فسيح جنانه آمين وذلك في سنة ١٢٢٤أربع وعشرين بعد المائتين والألف وذلك بعد استيلاء الجيش الذي أرسله سعود بقيادة سليمان بن سيف بن طوق إلى بلد الزبارة شمالي قطر وقد أثنى فيها على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى الإِمام عبد العزيز والد سعود رحمهم الله تعالى قال:

تباركت يا مولى الملوك الأعاظم ... وعزيت يا مبدي الجميل وراحمي

لك الحمد إذ واليتنا منك أنعما ... يضيق لها ذرعاً يراع لراقم

<<  <   >  >>