للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكنه أبدى موافقة العدى ... ليثني عليه الخصم في ذلك القطر

فهبة كمن أغوى الشياطين في الفلا ... فأصبح حيراناً بمهمته قفر

وأصحابه يدعونه للهدى أئتنا ... ولا داء أدعى للعناد من السكر

فسبحان من أعمى عيوناً عن الهدى ... وقد أبصرت والسمع ما فيه من وقر

ومن ينكر الشمس المنيرة في الضحى ... إذا لم يكن غيم وفي ساعة الظهر

ورب فتى مستصرخ صاح نادباً ... لنا فأجبنا الصوت بشراك بالنصر

أتتك لنصر الدين منا كتائب ... تجر العوالي في المهندة البتر

وكم طاعن في ديننا ومثلب ... رميناه إذ هاجى بقاصمه الظهر

نسل المواضي في الحروب على العدي ... ونضرب من يهجو بصمصامة الشعر

فدونك نظماً كالزلال عذوبة ... يجر ذيول العز للدين والفخر

بدا من أديب لم يقل متغزلا ... (عيون المها بين الرصافة والجسر)

وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... على المصطفى ماحي الضلالة والكفر

كذا الآل والأصحاب ما هبت الصبا ... وما لاح في الآفاق من وكب دري

وما أنهل في القفز الغمام وما بكى ... فأضحك دمع المزن مبتسم الزهر

ثم استزاده الشيخ عبد الرحمن حسن رحمه الله فقال:

يا ظبية البان بل يا ظبية الدور ... هل أنت من نسل حوا أو من الحور؟

الصبح من وجهك الأسنى السني بدا ... والفرع داج بظلماء وديجور

مددت للصب طرفاً فاقصرا فلذا ... قد هام بين ممدود ومقصور؟

لا عيب منها سوى إخلاف موعدها ... أو أنها لم تجد يوماً بميسور

كم واعدت بمزار غير موفية ... والخلف للوعد معدود من الزور

فقلت وجداً بها إن كنت كاذبة ... عليك آثام عثمان بن منصور

غدا يهاجي أولي التوحيد مشتغلاً ... بمدح قوم خبيث خاسر بور

قد خالفوا السنة الغراء وابتدعوا ... والشرك جاءوا بحظ منه موفور

لم يسلكوا منهج التوحيد بل فتنوا ... بكل ذي جدث في الترب مقبور

هذا يطوف وهذا في تقربه ... يأتي إليه بمنذور ومنحور

وذا به مستغيثاً في شدائده ... يرجو الإجابة في تيسير معسور

فقل جزى الله شيخ المسلمين بما ... أبدى فجلى ظلام الشرك بالنور

بالعلم بصر قوماًَ قد عموا فهدا ... وأنقذ الله منهم كل مغرور

ليس العيون التي للحق مبصرة ... كالأعين الرمد أو كالأعين العور

أدلة جامع التوحيد أودعها ... من كل نص قراني ومأثور

لا يستطيع لها رداً مخاصمه ... ولا يحرفها تأويل ذي زور

غزا بها عصباً للشرك قد نصروا ... فأصبحوا بين مقتول ومأسور

فكم جلا بضياء العلم من شبه ... بها أضل النصارى حزب نسطور

وأخلص الشيخ للرحمن دعوته ... لا للعلو ولا أخذ الدنانير

حتى غدت سبل التوحيد عامرة ... وكل مشهد شرك غير معمور

فقام أبناؤه من بعده فدعوا ... إلى الهدى ونهوا من كل محذور

فمن هاجم بإفك غير ضائرهم ... لا ترهب الأسد نح الكلب في الدور

وهاك نظماً بديعاً فائقاً حسناً ... والحمد لله حمداً غير محور

ثم الصلاة وتسليم الإله على ... من قد وعى قوله موسى على الطور

محمد خير مبعوث وشيعته ... وصحبه الغر حتى النفخ في الصور

وقال رحمه الله لما أوقع الإمام فيصل بن تركي ببني خالد ومن معهم يالسبية في سنة١٢٤٠:

أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ... ولا تطع في سبيل الجود عذالا

فالمنفقون لهم من ربهم خلف ... ورب شح إلى الإتلاف قد آلا

من جاد جاد عليه الله واستترت ... عيوبهُ وكفى بالجود سربالا

من جاد ساد ومن شحت أناملهُ ... بالبذل أمست له الأعوان خذالا

ثنتان كلتاهما للود حالبة ... صبر جميل وكف يبذل المالا

لا تحسب المجد سهلاً في تناوله ... لولا المشقة كل للعلى نالا

مما أضر بأهل الملك أن خزنوا ... للنائبات من النقدين أموالا

وضيعوا الجند في وقت الرخاء وما ... خافوا الخطوب ولم يلقوا لها بالا

حتى إذا قام للهيجاء قائمها ... وأشعل الحرب مذكي الحرب إشعالا

<<  <   >  >>