للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إمام نفى أهل الضلالة والخنا ... بسمر القنا والمرهفات الصوارم

فكم فل من جمع لهم جاء صائلا ... وأفنى رؤوساً منهم بالملاحم

يجر عليهم جحفلاً بعد جحفل ... ويرميهم في حربه بالقواصم

فما زال هذا دأبه في جهادهم ... تغير بنجد خيله والتهائم

إلى أن أقيم الدين في كل قرية ... وأصبح عرش الملك عالي الدعائم

وأخلى القرى من كل شرك وبدعة ... وما زال ينهي عن ركوب المحارم

مناقب جود قد حواها جبلة ... فخار الثنا من عربها والأعاجم

تغمده المولى الكريم برحمة ... وأسكنه الفردوس مع كل نائم

فلا جزع مما قضى الله فاصطبر ... وإلا ستسلوه سلو البهائم

فلما تولى خلف الله بعده ... لنجل خليق بالإمامة حازم

فقام بعون الله بالأمر سائسا ... رعيته مستيقظاً غير نائم

وشابه في الأخلاق والده الذي ... فشا ذكره بالخير بين العوالم

وقرب أهل الفضل والعلم والنهى ... وجانب أتباع الهوى غير نادم

ومن يستشر في أمره كل ناصح ... لبيب يكن فيما جرى غير نادم

على يده جل الفتوح تتابعت ... حضوراً لدى الطاغون عند التحاكم

وأسلمت الأعراب كرهاً وجانبوا ... حضوراً لدى الطاغوت عند التحاكم

فذكر عبد العزيز وشيخه ... وما كان في تلك الليالي القوادم

فما زال منصور اللواء مؤيداً ... على كل باغ معتد ومخاصم

فدونك أبيات حوت كل مدحة ... فأضحت كمثل الدر في سلك ناظم

ونهدي صلاة الله خالقنا على ... نبي عظيم القدر للرسل خاتم

محمد الهادي وأصحابه الألى ... حموا دينه بالمرهفات الصوارم

كذا آله الأطهار ذي الفضل ما سرى ... نسيم الصبا وانهل صوب الغمائم

وفي سنة أل ومائتين وإحدى وعشرين توفي عثمان بن منصور، وأتوا بكتبه إلى الرياض، فلما وقفوا عليها وجدوا فيها أوراقاً نظماً ونثراً، مضمونها الرد على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وكان في مدة حياته يتهم ذلك بغير تحقيق. فلما وقف المشايخ رحمهم الله عليها ردوا عليه ردودا شافية.

منهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، فأجابا بردود شافية أبطلا فيها تمويهاته، وردا شبهاته بدلائل لائحة، وحجج واضحة. ثم إن الشيخ عبد الرحمن بن حسن طلب من الشيخ أحمد بن مشرف رحمه الله أن يرد عليه فرد عليه بقوله:

وقفت على نظم لبعض بني العصر ... تضمن أقوالاً بقائلها تزري

دليك قواف صاغها فتكسرت ... وحاصلها كالعجل مستوجب الكسر

تخير حرف الراء عجزاً وإنما ... يعدون حرف الراء عير أولي الشعر

عيوباً كساها زخرف القول خادعاً ... فأصبحت بحمد الله مكشوفة الستر

بها شبهُ للجاهلين مضلة ... أكاذيب لا تخفى على كل ذي حجر

تصدى لها حبر الزمان ونجله ... فردَّا وهدَّا ما بناه من القعر

وقد بينا للناس ما في كلامه ... من الزيف والإفراط والحيف والنكر

بأوضح برهان وأقوم حجة ... لها قرر الشيخان بالنظم والنثر

جزى الله عنا شيخنا في صنيعه ... فكم قد شفى بالرد والسد للثغر

إذا مبطل أَجرى من الجهل جدولاً ... أتاه بتيار من العلم كالبحر

فجلى ظلام الشك والجهل والعمى ... بنور هدى يجلي الغياهب كالفجر

لئن كان أهل العلم كالشهب في السما ... فعالمنا ين الكواكب كالبدر

فما لابن منصور رأي هجو قومه ... صواباً فأزرى بالقريب وبالصهر

وأثنى على قوم طغام بكونهم ... بنوا في القرى تلك المساجد للذكر

كأن لم تكن تتلى عليه براءة ... ولم يتل فيها قد شيدوها على قبر

وطافوا عليها خاضعين تقريباً ... إلى المقبور بالذبح والنذر

وكم سألوا الأموات كشف كروبهم ... ولا سيما في الفلك في لحج البحر

فزادوا على شرك الأوائل إذ دعوا ... سوى الله في حال الرخاء وفي العسر

وتخريجه للمسلمين مشبها ... لهم بالحروريين بالبغي والفجر

فيا ليت شعري هل تجاهل أو غوى ... فشتان ما بين الهداية والكفر

<<  <   >  >>