علي في البحث أن أبدي حقائقه ... وما علي إذا لم تعقل القطط
فقمت ترفع عن دين الهدى بدعاً ... وكل محدثة يا ابن الهدى غلط
كم حيلة نسبوا للدين فلسفة ... أعظم بما نسبوا أحقر بما خبطوا
جاد الإِله بكم فضلاً ومرحمة ... على العباد عموماً بعد ما قنطوا
أحييت لنا سيرة الفاروق سيرتكم ... وإنما الدين بالدنيا له نشط
عادت بكم ملة الإِسلام باسمة ... من بعد ما قد علاها ذلك الشمط
ساد الجزيرة أمن والأمان بكم ... فعمرت بكم الأوطان والربط
بيت المقدس يدعوكم لنصرته ... وفي المقدس عرب مسها الوهط
قلبي يحن لكم شوقاً ومن شغف ... كما تحن إلى أوكارها الغطط
دامت مفاخركم زادت منابركم ... ضاءت ظواهركم ما استحسن القطط
مني السلام عليكم والمديح لكم ... والحب فيكم وعنكم تؤخذ اللقط
ولأحمد الغزاوي قصيدة أنشدها يوم عيد الفطر بين يدي الأمير فيصل ابن الإمام عبد العزيز وذكر فيها ثورة الإِخوان ووقعة السبلة والقبض على فيصل الدويش ومن معه من زعماء الثوار وذلك سنة ١٣٤٨هـ:
شفى القلب عيد بالمسرات باهر ... ونصر مكين للمليك يوازر
وإنباء صدق مترعات كؤوسها ... وآيات حمد رتلتها البشائر
فقد طوت الأَيام شعبان باسماً ... طروباً بما لاقى الغواة الغوابر
تشتت شمل البغي وارتد ناكصاً ... على عقبيه واحتوته المقابر
على اثر تحشيد الليوث وزأرها ... ومن قبل أن تدنو الكماة القساور
وفرت جموع الناكثين وأصبحوا ... وليس لهم مما قضى الله جابر
وحقت عليهم نقمة الله فاستوى ... لدى البأس رعديد الوغى والغشامر
وثابت مطير بعد أن مسها البلى ... كما فرت العجمان رغما تطاير
فلم تسع الأرض برحبها ... رؤوس الأفاعي والمنايا شواغر
وأحدقت الأبطال من كل جانب ... وضاقت بأنفاس الجناة الحناجر
فولوا على الأدبار يبغون ملجأ ... وقد كان ما راموا وظن المحازر
فشقت بهم أجوازها وشقوا بها ... شقيقة نسر الجو والسيد خادر
وألقت بهم في جانب البحر خشية ... من البطش واسترعى المجير المجاور
وهيهات والآساد مشرعة القنا ... ودون انتجاء المجرمين مناذر
فما هي إِلا ليلة وصباحها ... فسيق بها الدويش وارتاع ناكر
وما ساغ طعم النوم حتى تصفدت ... يداه على رغم العدى وهو صاغر
عليك ابن لامي وابن حثلين قد جرت ... موارد سوء ليس فيها مصادر
أعدتم على قسر وما انفسحت بكم ... حبال الأفاعي والجدود العوائر
ولبى نداء العزم من صم سمعه ... إذ الصوت أعلته الظبى والخناجر
وجيء بكم والجيش في مستقره ... وذلك ما لم تحتسبه الدوائر
بنفسي وأهلي الرافعون لواءهم ... ولو زخرت يوم الحتوف المجازر
ولله ما لاقيت يا خير من سمت ... به همة هانت عليها المخاطر
ولله رهط من ذؤابة مقرن ... أضاءت بهم أحسابهم والمحابر
ومن أين لي نعت الذين بحدهم ... غدت تضرب الأمثال وهي سوائر
وحسبي إذا ما حانت اليوم فرصة ... أداء الذي أَستطيع والعذر سافر
ألا صفرت أم الدويش وطابها ... لدى السبلة الجهماء والموت فاغر
عفى عنه من لو شاء لاستأثرت به ... سيوف الردى والجرح بالدم نافر
فما راقه ذاك التطول وارتمى ... على مضض والقلب بالحقد زافر
وما زال يستغوي الضفادع ضلة ... ويستهدف الآمال وهي دوابر
فماكان إِلا ثكله بعزيزه ... وقد نكبته بالرزايا المقادر
فويل لمن لم يرتض العز موطناً ... ويا هول ماجرت عليه المغامر
وبينا احتسينا من كؤوس حديثه ... وبتنا نشاوى واستشاط المكابر
بدا الصوم وضاح الجبين كأنما ... تمثل بالحسنى وطاب التزاور
فمن باقيات صالحات تقدمت ... ومن بركات سابغات تناثر
ومن طاعة تدني إلى الله أويد ... تمد سخاء والكريم يواتر
ومن قائم يتلو الكتاب وساجد ... يخر ويرجو يوم تبلى السرائر
تطوع فيه المؤمنون وأَخبتوا ... وكل على ما وفق الله شاكر