للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاقبل يفضلك ما يقول فإنه ... يحدوه فيما قد تراه وفاء

أبقاك ربي للعروبة ناصراً ... ما شع بدر واقتفته ذكاء

ولمحمد بن حسن الأنصاري يمدح سعادة الشيخ الأجل عبد الله بن المرحوم الشيخ قاسم الثاني: وقال معزياً للشيخ قاسم أيضاً بعد قتل ابنه المرحوم علي بن قاسم المقتول شهيداً في ١٧ رمضان سنة ١٣٠٥ غفر الله له:

ألم تر أن الصبر أجمل بالفتى ... وأحمد في الأخرى لأهل البصائر

وبالصبر نال الأجر كل موحد ... وفاز ببر الله أقدر قادر

فصبراً على ما قدر الله ربنا ... تنل كل خير من رحيم وغافر

فإن يك قد أودى على مصابه ... فبالأجل المحتوم فاصبر وصابر

فلا زال ريحان وروح ورحمة ... تسح كودق المعصرات المواطر

على جدث قد حله قمر العلى ... مدى الدهر في آصاله والبواكر

ولا زال رضولدان الإله يمده ... بعفو وإحسان ومحو البوادر

لئن كان ذا علم وشأو حماسة ... تسامى بها نحو النجوم الزواهر

لقد كان ذا تقوى وآداب ماجد ... وفي طاعة الرحمن سامي المآثر

وحاز من الأخلق كل كريمة ... وكان فريداً في الزمان لسابر

وعاش حميداً مستفيداً من العلى ... مآثر أخلاق الكرام الأكابر

تدوم بالعز والإقبال والظفر ... في نعمة الله تبقى مدة العمر

لا زلت ترقى وقدري عندكم أبداً ... ترقى إلى غارب السعدان والقمر

وبرج سعد صعدتم في العلى درجا ... من صولة قد سمت بالأنجم الزهر

بهمة ضاهت العيوق غايتها ... عنها يقصر أهل المجد عن قصر

زاد اشتياقي لما أن سمعت بكم ... والسمع أسبق أحياناً من النظر

كم بت في سهري قلبي أعلله ... "لعل بالجزع أعواناً على السهر"

ولم أزل في هموم قد برت جسدي ... والدمع ينهل من عيني كالمطر

لما أهاج لظى التذكار قلت له ... "يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر"

وقلت يا قلب لا تجزع فذا فرج ... أتى به الله وافانا على قدر

فافتر مبتسماً وقال مبتهجاً ... أهلاً وسهلا بكم يا غاية الوطر

فالورق تصدح والأغصان راقصة ... والغانيات ذوات الغنج والخفر

من كل فاتنة الألحاظ فاترة الأ ... جفان ساحرة الولهان بالحود

بطرة زانها ليل على قلق ... كطلعة الشمس تغنينا عن القمر

مظلومة الريق في تشبيهها ضرباً ... مهضومة القد في التشبيه بالسمر

نحيفة الخصر هيفاء القوام غدت ... تختال في حلل حمر وفي حبر

حوراء غيداء قد رقت شمائلها ... ولا شبيه لها في البدو والحضر

تهتز أردافها بالتيه من طرب ... والبدر ينقط بالإبريز والدرر

وأفصحت بلسان الحال قائلة ... وفي ابن قاسم عبد الله بالظفر

أعني ابن ثاني من سارت بسيرته الرُ ... كبان تمدحه في البدو والحضر

مولي الجزيل مربي للجميل له ... جمال وجه غدا يعلو سنا القمر

هو الهمام الأريب الأريحي ومن ... حاز المكارم عن آبائه الغرر

ذو فطنة ووقار لا يوازنه ... إلا أبوه طويل الباع خير سري

نقادة في تصاريف الأمور له ... رأي يخلص بين الدر والمدر

بحزم ذي وثبات والثبات له ... خلق بعزم غدا كالصارم الذكر

هذي نتائج افكاري بعثت بها ... ولست إلا كمهدي التمر في هجر

لا مال عندي أهديه لحضرتكم ... إلا قلائد سمط النظم كالدرر

تبقى على صفحات الدهر خالدة ... لكم تبث الثنا من نشرها العطر

فاقبل فرائدها واقبل خرائدها ... أتت إليك تجوب الأرض في قطر

لا ترتجي صلة إلا القبول لها ... والفوز فيها بحسن الفكر والنظر

في ليلة قالها نجل الحسين لكم ... أبو خليل يروم الفوز بالوطر

واسلم ودم في نعيم لا نفاد له ... يا تابعاً ما أتى عن سيد البشر

عليه مني صلاة لا انتهاء لها ... والآل والصحب في الآصال والبكر

ما سمح مزن وما غنت مطوقة ... على الأراك مدى الأعوام والعصر

<<  <   >  >>