للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقصده الركبان من كل وجهة ... من الخضر والأعراب تزجى رواحله

فالقوا رحال الإرتجال وأيقنوا ... بأن الندى والجود حقت مناهله

أمن بعد عبد الله تقصد ذا ندى ... فتظفر منه بالذي أنت آمله

فواحسرتا ماذا فقدت بفقده ... فرزؤك عبد الله للمرء قاتله

فقدنا به نور الحياة وطيبها ... وأسداء جود من نداه يواصله

فهل يشف شق الجيب أم شق مهجتي ... فطود العزا والصبر هدت معاقله

لواعج أحزاني ونار تلهفي ... يؤجهها في القلب ما عشت شاعله

على أروع وافي الزمام محبب ... منيع جوار لم يخب قط سائله

نعمنا به وقتاً بظل جنابه ... بناد به من كل حي أفاضله

منزهة من كل شين رباعه ... صفت لورد الواردين مناهله

عليه غزير الدمع وقفا أهله ... وقد حق أن يجري من الدمع باخله

لقد قل أن نبكه بالدمع والدمى ... ويجري عليه من دم القلب سائله

عليه من الرحمن واسع رحمة ... وصب عليه مغدق العفو هاطله

وأتحفه بالروح منه وبالرضى ... وبالجود وبالإحسان غاداه شامله

وعوضه جنات عدن منعما ... بحور وولدان وفوز ينازله

وأعظم إلهي أجر اخوانه الألى ... لهم طول مجد طال في الفضل طائله

ووازرهم بالعز والنصر عاجلا ... وجدد لهم عون هداك يواصله

وصل إلاهي ما تنسمت الصبا ... وما غرد القمري وناحت بلابله

على المصطفى الهادي الشفيع وآله ... وأصحابه ما انهل ملودق وابله

منظومة غراء ألقاها الشاعر الأديب عبد الكريم بن جهيمان، عند قدوم الملك المعظم الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل السعود في ذي الحجة سنة ١٣٥٩ هـ اعزه الله تعالى مكة المكرمة زادها الله تشريفا.

قدم المليك تحفه النعماء ... واستبشرت بقدومهالبطحاء

وتهللت تلك المشاعر والربى ... وازينت لمجيئه الأرجاء

وأرى الحياة تدب في أجسامنا ... بقدومكم وتحوطنا السراء

أهلا بمولاي المليك ومرحبا ... طاب السرور وتمت النعماء

نتطلع الأخبار عنك إذا بدا ... نور الصباح أو انتهى الإمساء

حتى سعدنا بالقاء وإنه ... يوم سعيد بالسنى وضاء

فيكم تمثلت العروبة كلها ... وتجمعت في حبك الأهواء

وتفنن الأقوام في تمجيدهم ... وشدا ودد مدحكم الشعراء

كل يردد ما يجول بفكره ... في مدحكم وتسوقه الآلاء

والمسلمون على اختلاف شعوبهم ... لك في قلوبهم رضاً وثناء

أي امرىء إلا ويعجبه هنا ... عدل وأمن واسع ورخاء

حتى العدى لهجوا بذلك في الورى ... والحق ما شهدت به الأعداء

وصحائف التاريخ ملأى بالذي ... لا يستطيع لحصرها الإحصاء

العطف فيكم والحنان تمثلا ... والفائزون غدا هم الرحماء

كم من يد لك في الورى مشكورة ... هي في سجل المكرمات سماء

دبت إلى الفقراء في أكواخهم ... فغدا يرددها لك الفقراء

كم من يتيم جبرت مصابه ... وكشفت عنه ما به يستاء

وأرامل يشكرون فضلك في الدجى ... ويحثهن مكارم بيضاء

كم دعوة لك من فؤاد صادق ... هو بالقبول تلفها الظلماء

صعدت إلى رب السماوات العلى ... فغدا ًيكون لكم بهن جزاء

دم يا مليك العرب موفور الحمى ... ما جاء ليل واقتفاه ضياء

دم للعروبة كي تقيم حقوقها ... وتحوط مجداً شاده الآباء

دم للمكارم يأتي فيه المجتدي ... إن جاء قحط واستمر غلاء

دم للأمور المشكلات تحلها ... بمهارة تعنو لها العظماء

العرب لا ترضى سواك مليكها ... أبداً ولو غضب الورى جمعاء

الملك فيك وفي بنيك مخلد ... والعرب كلهم لكم نصراء

عرش الرياسة أنتم أولى به ... وبكل قطر منكم أمراء

فسعود في بلد الرياض مفخم ... يلتف حول مقامه الكبراء

وهنا بمكة في الحكومة فيصل ... شهم له في المعضلات مضاء

والله حافظكم مدى أيامكم ... من كل باغ دأبه الشحناء

مولاي هذى نفثه من مخلص ... لكم لديه محبة وثناء

فيه التفاني للمليك وشعبه ... ما خالطاه تصنع ورياء

<<  <   >  >>