إذا دعك المعالي عرف هامتها ... لم ترض كسرى ولم من قبله ذنبا
اين الذين اعد المال من ملك ... يرى الذخيرة ما أعطى وما وهب
ما لسيف محتطم والسيل مرتكماً ... والبحر ملتطماً والبحر مقتربا
أمضىشباً منك أدهى منك صاعقا ... أجدى يميناً وادنى منك مطلبا
وكاديحيك صوب الغيث منسكباً ... لو كان طلق المحيا يمطر الذهب
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت ... والليث لو لم يصد والبحر لو عذب
يا من يراه ملوك الأرض فوقهم ... كما يرون على أبراجها الشهب
لا تكذبن فخير القول أصدقه ... ولا تهابن في أمثالها العرب
فقما السمؤل عهداً والخليل قرىً ... ولا أبن سعدا ندا والشنفرة غلبا
من الأمير بمعشار إذا اقتسموا ... مأثر المجد فيما أسلفوا نهبا
ولا ابن حجر ولا الذبيان يعشرني ... والمازنيو والا القيسي منتدبا
هذا لركبته لهذا لرهبته ... لهذا لرغبته هذا إذا طرب
وقال يمدح ابراهيم بن احمد:
سقا الله نجد كلما ذكروا نجد ... وقل لنجد أن اهيم به وجدا
طربت وهاجتني شمال بليلة ... وجدت لمسراها على كبدي بردا
ويا حبذا نجد وبرد أصيله ... وعيشا تركناه بساحته رغدا
ليللي شمل بالأحبتي جامع ... واذ غصني الريان لا يسع الجلدا
لعمر ظباء بالعقيق أو أنس ... لقد صدنا مني بالوا اسداً وردا
ولولم يساقطنا حديثك إنما ... يشعشعنا بالخمر المعتق الشهدا
مناعت فؤادي أن يباح له حمى ... وصمت دموعي أن افض لها عقدا
وعزم إذا خيمت سافر وحده ... شققت به الليل عن منكب بردى
فطمت عليه العزم قبل رضاعه ... إليه واعلمت المسومة الجردا
ولا غرر إلا شممت له يداً ... ولا خطر إلا قدحت له زندا
ولا قفرة إلا وامسيت صلها ... ولا حضر إلا وظلت له وفدا
كحلت بهمي بهمي عين كل كريهة ... إليها تخطيت الأساود والأسدا
بهمة مستحل من المجد مره ... وعزمة مستد من الشرف البعدا
وطئت بها بص الملوك مبجلاً ... وما وصلت لي منهم رحم عهدا
وأصبحت للباب المحبب والجاً ... ويوسع غيري أن يمر به طردا
ولست بهياب إذا لم تطل يد ... موكلة والواخدات بنا وخدا
غدا الدهر مني حالية بمفاخر ... ورحت كنصل السيف يحملني فردا
وقد علم الأقوام أن شريعتي ... من المجد لم تسهل على أحد وردا
ولست فتى إن شمت برق سحابة ... لغير كريم أو سمعت لها رعدا
متى أتت الشيخ الجليل مطيتي ... فقدت يدي إن لم أقد لها جلدا؟
تزر ملكة يعطي الجزيل إذا صحى ... ويضرب هامات الملوك إذا شدا
يحكم إلا في محارمه الندى ... ويعمل إلا في مكارمه القصدا
ألم ترني قيدنت في طوس عزمتي ... ولولاه ما كانت على كبدي تندا
وكنت إمرء لا أرتضي المجد خادماً ... ذهاباً بنفسي فاتسمت له عبدا
قصدناك لا أن الضلال أجارنا ... ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا
فلا أملي أعيا ولا صارمي نبا ... ولا منزع أشوى ولا مطلبي أكدى
فلو كنت غيثاً لم يشم برق خلب ... ولو كنت بحراً لم يزد أبداً مدا
أملي فمي فخراً ووسع يديا ندا ... وحسب المنى منا وقدرا الجدا أجد؟
أعرني يدا تهمي دنانير في الندى ... كما تنثر الأغصان يوم الصبا وردا
أعرك ثنائاً لا تغب وفوده ... كما تنشر الأمطار فوق الربا بردا
وألبسك مدحاً لا يعاد فريده ... كما ينفخ الند الزكي إذا ندا
تعد المساعي غضا بعد يبسها ... وشيب المعاني بعد كبرتها مردا
هلمى العطايا فلها تفتح الهى ... وسح الندا يستنجز الخاطر الوعدا
جلبت إليك المدحمغلى بسومه ... أرغبة متاع بمدح أم زهدا
أشم مدحي كفاً بها تبتني العلا ... ولا تعدني رأيا به تعمر المجدا
فما العمر إلا ما اقتنى لك ذكره ... بمنشب ظفر ما بقيت لها سدا
وقال يمدح الشيخ أبا نصر بن ابي زيد:
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق ... أانت أم أنا أم عزمي أم النوق؟