ولم تحتسبه عن مساعي شيوخه ... سنوه التي حلته حلية أمرد
أناف بجديه وأسند ظهره ... إلى جبلين من عفيف ومزيد
له في ملوك الشرق واغرب منهم ... نجوم سماء منة ثريا وفرقد
أيا راكب الوجناء يخبط ليله ... على الرزق لم يقصد ضلالاً لمقصد
ترامت به الآفاق ينشد حظه ... فلم يعطه التوفيق صفحة مرشد
أنخها تفرج همها بمفرج ... وطلق شقاء العيش من بعد واسعد
ورد جمة الجود التي ما تكدرت ... بمن ورد ظل المنى المرق الندى
ونم في أمان أن يسوءك ظالم ... علت يده أو أن تراع بمعتد
حماك ابو الذواد مالك أمره ... على كل حام منهم ومذود
أخو الحرب أما مخمد يوم أوقدت ... واما شبوب نارها غير مخمد
له الخطوة الأولى إذا السيف قصرت ... به ظبتاه فهو يوصل باليد
إذا ابتدر الغارات كان سهامها ... له من قتيل أو اسير مصفد
خفيف أمام الخيل رسغ جواده ... إذا الخوف أقعى بالحصان المعرد
ولما كفى الأقران في الروع وارتوت ... صوارمه من حاسر ومسرد
تعرض للأسد الغضاب فلم يدع ... طريقاً لذي شبلين منها ومفرد
حماها الفريس أن تطيف بارضه ... وشردها عن غيلها كل مشرد
وهانت فصارت مضغة لسلاحه ... ممزقة في صعدة ومهند
ولما لقيت الأدرع الجهم واحداً ... جرى ملبد يشتد في إثر ملبد
نصبت له لم تستعن بمؤازر ... عليه ولم تنصر بكثرة مسعد
وقفت وقد طاش الرجال بموقف ... متى تتمثله الفرائص ترعد
فأوجرته نجلاء أبقت بجنبه ... فتوقا إذا ما رقعت لم تسدد
تحدر منها لبتاه وصدره ... على ساعد رخو وساق مقيد
فلم تغنه إذا حان وثبة غاشم ... ولم ينتقذه منك إقعاء مرصد
رأى الموت في كفيك رأي ضرورة ... فأورد منه نفسه شر مورد
وأحرزتها فخراً يخصك ذكره ... تناقله الأفواه في كل مشهد
جمعت الغريبين الشجاعة والندى ... وما كل مرد للكماة بمرفد
وقمت باحكام السياسة ناظما ... عراها فما فاتتك حلة سيد
أتاني من الأنباء انك مغرم ... بفضل مديحي عارف بتوحدي
حبيب إليك أن تزف عرئسي ... عليك تهادى بين شاد ومنشد
متى ما تجد لي عند غيرك غادة ... مخدرة تغبط عليها وتحسد
فقلت كريم هزه طيب أصله ... وواحد قوم شاقه مدح اوحد
وليس عجيباً مثلها عند مثله ... إذا هب يقظان لها بين رقد
فأرسلتها تلقي إليك عنانها ... وغيرك أعيته فلم تتقود
لها فارس من وصف مجدك دائس ... بأرساغها ما بين طود وفدفد
يرى كل شيء قانيا ورداؤه ... على عنق باق في الزمان مخلد
متى تجزها الحسنى بحق ابتدائها ... تزرك بعين تملأ السمع عود
فوفر على عجز البعول صداقها ... وعرس بها أم البنين وأولد
وصنها وأكرم نزلها أن بيتها ... كبيتك في أفق الفخار المشيد
وكن كعلي أو فكن لي كثابت ... وفاء وإعطاء وان شئت فازدد
وقال يمدح الاجل عميد الرؤساء ابا طالب محمد بن أيوب ويهنئه بالمهرجان سنة ٤١٨:
أمنهاعلى أن المزار بعيد ... خيال سرى والساهرون هجود؟
طوى بارقاً طي الشجاع وبارق ... خطار يفل القلب وهو حديد
يجوب الدجى الوحشي والبيد وحده ... فكيف وكسر البيت عندك بيد
نعم تحمل الاشواق والعيس ظلع ... ويمشي الهوى والناقلات قعود
وتتسع البلوى فيمضي مصمماً ... جبان عن البرق الخفوق يحيد
من المبلغي والصدق قصد حديثه ... وفي القول غادو نقله ورشيد
عن الرمل بالبيضاء هل هيل بعدنا ... وبان الغضا هل يستوي ويميد
وهل ظبيات بين جو ولعلع ... تمر على وادي الغضى وتعود
سوانح للرامين تصطاد مثلها ... وحوش الفلا وهي الرماة تصيد
ويوم النقا خالفن منا فعاذل ... خلي ومعذول الغرام عميد
سفكن دماً حراً وأهون هالك ... دم حكمت عين عليه وجيد
حملن الهوى مني على ضعف كاهل ... وهي تقول الحاملات جليد
تطلعت الاشراف عيني ريادة ... لقلبي سفاها والعيون ترود