للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما علمت أن البدور برامة ... وجوه ولا أن الغصون قدود

وقالوا غداً ميقات فرقة بيننا ... فقلت لسعد انه لوعيد

غداً نعلن الشكوى فهل أنت واقف ... تسئل حادي الركب اين يريد؟

وهل تملك الابقاء أو تجحد الهوى ... ووجهك قاض والدموع شهود

وقد كنت أبكي والفراق دعابه ... دلال أداري عطفه وصدود

فما أنا من بين رجاء ايابه ... وعود تقضىدونه وعهود

هل السابق الغضبان يملك أمره ... فما كل سير اليعملات وخيد

رويداً بأخفاف المطي فانها ... تداس جباه تحتها وخدود

عذيري من الآمال أما ذراعها ... فرحب واما نيلها فزهيد

يرينك أن النجم حيث تحطه ... وان زمام الليث حيث تقود

ودون حصاة الرمل أن رمتها يد ... دفوع وسهم للزمان سديد

سقى الناس كأس الغدر ساق معدل ... متى يبد قبل السكر فهو معيد

فمستبرد يهنى بأول شربة ... ومستكثر يثنى له ويزيد

ونحى ابن أيوب فاصبح صاحياً ... وفاء عريق في الكرام تليد

فلو لم يبرز يوم كل فضيلة ... كفى انه يوم الحفاظ وحيد

حواني وأيام الزمان أراقم ... وهبهب عني والخطوب أسود

ولبى دعائي والصدى لا يجيبني ... بيقظته والسامعون رقود

وانهضي بالدهر حتى دفعته ... وجانبه وعر علي شديد

وقد قعدت بي نصرة اليد اختها ... وقلص عني الظل وهو مديد

تكفل لي بالعيش حتى رعيته ... على وخم الأيام وهو رغيد

وأطلق من ساقي حتى أناف بي ... على أربي والحادثات قيود

فما راعني من عقبي وهو واصل ... ولا ضرني من غاب وهو شهيد

من القوم مدلول على المجد واصل ... إذا ضل عن طريق العلاء بليد

عتيق نجار الوجه صرحت ... به عن صفاياها غطارف صيد

كرام تضيء المشكلات برأيهم ... وينظم شمل المجد وهو بديد

يسود فتاهم في خيوط تميمه ... ويشأى كهول الناس وهو وليد

إذا نزلوا بالارض غبراء جعدة ... أماه حصاً فيها وطاب صعيد

كأن نصوع الأرض حين تسحبت ... مآذر منهم فوقها وبرود

سخا بهم أن السخاء شجاعة ... وشجعهم أن الشجاعة جود

لهم بابنهم ما للسحابة اقلعت ... من الروض يوم الدجن وهو صخود

وما غاب من دار العلى شخص هالك ... مضى وبنوه الصالحون شهود

ابا طالب لا يخلف الفخر دوحة ... وانت لها فرع وبيتك عود

بغى الناس أدنى ما بلغت فطيرت ... رياحك عصفاً والبغاة ركود

وشال بك القدح المعلى وحطهم ... وليس لهاو بالطباع صعود

فلو كلمتك الشمس قالت لحقت بي ... علاء واشراقاً فأين تريد؟

اقر لك الاعداء بالفضل عنوة ... ومعترف من لم يسعه جحود

وكيف يماري في الصباح معاند ... وقد فلق الخضراء منه عمود

تسمع من الحساد وصفك واغتبط ... فاعجب فضل ما رواه حسود

وان نكلوا شيئاً فان فصاحتي ... وراءك كنز في الكلام عتيد

وبين يدي نعماك مني حمية ... لها مدد من نفسها وجنود

إذا رامحت حرباً رأيت كملتها=تلاوذ من أطرافها وتحيد اذود بها عن سرح عرضك كلما=تقطع فيه للفريسة سيد

إذا نشطت من عقلة الفكر أرسلت ... بها طلقات وثبهن شرود

مطايا لابكار الكلام إذا مشى ... على حسك السعدان منه رديد

نطقت بها الإعجاز والمؤمنون لي ... على دينها بين الجنان خلد

ويحسدني قوم عليها وحظها ... شقي وحظ المقرفات سعيد

تمنوا على اخصابهم جدب عيشها ... وانهم خصوا بها وافيدوا

ولم أحسب البلوى عليها مزاحم ... ولا أن ضنك العيش فيه حسود

لها الحسب الحر الصريح إذا طغت ... عليها إماء غيرها وعبيد

يزورك منها والنساء فوارك ... كواعب تصفيك المودة غيد

لهن جديد من نوالك كلما ... اتى طالعاً يوم بهن جديد

ففي كل يوم مهرجان مقلد ... بهن ونيروز لديك وعيد

<<  <   >  >>