للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما زلت فيهم مثل قدح بن مقبل ... بتسعين أمسى مقبلا غير خائب

فإن كلموا منا الجسوم فإنها ... فلول سيوف ما نبت في المضارب

وما عابني إن كلمتني سيوفهم ... فلول سيوف ما نبت في المضارب

وما عابني إن كلمتني سيوفهم ... إذا ما نبت عن سيوفي المثالب

ولما أبت إلا نزالا كماتهم ... درأت بمهري في صدور المقانب

فعملت شم الأرض شم انوفهم ... وعودت ثغر الترب لثم الترائب

بطرف علافي قبضة الريح سابيح ... له أربع تحكي أنامل حاسب

تلاعب أثناء الحسام مزاجه ... وفي الكر يبدي كرة غير لاعب

ومسرودة من نسج داود نثره ... كلمع غدير ماؤه غير ذائب

واسمر مهزوز المعاطف ذابل ... وابيض مسنون الغرارين قاضب

إذا صدفته العين أبدي توقدا ... كأن على متنيه نار الحباحب

ثنى حده فرط الضراب فلم يزل ... حديد فرند المتن رث المضارب

صدعت به هام الخطوب فرعتها ... بأفضل مضروب وأفضل ضارب

وصفراء من ورق الأراوى نحيفة ... إذا جذبت صرت صرير الجنادب

لها ولد بعد الفطام رضاعه ... يسر عقوقاً رفضه غير واجب

إذا قرب الرامي إلى فيه نحره=سعى نحوه بالقسر سعي المجانب

فيقبل في بطء كخطوة سارق ... ويدبر في جري كركضة هارب

هناك فجأت الكبش منهم بضربة ... فرقت بها بين الحشا والترائب

لدى وقعة لا يقرع السمع بينها ... بغير انتداب الشوس أندب نادب

فقل للذي ظن الكتابة غايتي ... ولا فضل لي بين القنا والقواضب

بحد يراعي أو حسامي علوته ... وبالكتب ارديناه أم بالكتائب

وكم ليلة خضت الدجى وسماؤه ... معطلة من حلي در الكواكب

سريت بها الجو والسحب مقتم ... فلما تبدي النجم قلت لصاحبي

أصاح ترى برقا أريك وميضة ... يضيء سناه أم مصابيح راهب

بحرف حكى الحرف المفخم صوتها ... سليلة نجب ألحقت بنجائب

تعافت ورود الماء أن سبق القطا ... إليه وما علت به في المشارب

قطعت بها خوف الهوان سباسبا ... إذا قلت تمت أردفت بسباسب

يسامرني في الفكر كل بديعة ... منزهة الألفاظ عن قدح عائب

ينزلها الشادون في نعغماتهم ... وتحدو بها طوراً حداة الركائب

فأدركت ما أملت في طلب العلى ... ونزهت نفسي عن طلاب المواهب

ونلت بها سؤلي من العزلا الغنى ... وما عد من عاف الهبات بخائب

وله في الحماسة أيضاً:

سلي الرماح العوالي عن معالينا ... واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا

وسائلي العرب والأتراك ما فعلت ... في أرض قبر عبيد الله أيدينا

لما سعينا فما رقت عزائمنا ... عما نروم ولا خابت مساعينا

يا يوم وقعة زوراء العراق وقد ... دنا الأعادي كما كانوا يدينونا

بضمر ما رطناها مسمومة ... إلا لنعزو بها من بات يغزونا

وفتية أن نقل أصغوا مسامعهم ... لقولنا أو دعوناهم أجابونا

قوم إذا استخصموا كانوا فراعنة ... يوماً وإن حكموا كانوا موازينا

تدرعوا العقل جلبابا فإن حميت ... نار الوغى خلتهم فيها مجانينا

إذا ادعوا جاءت الدنيا مصدقة ... وغن دعوا قالت الأيام آمينا

إن الزرازير لما قام قائمها ... توهمت أنها صارت شواهينا

ظنت تأني الزاة الشهب عن جزع ... وما درت أنه قد كان تهوينا

بيادق ظفرت أيدي الرخاخ بها ... ولو تركناهم صاروا فرازينا

ذلوا بأسيافنا طول الزمان فمذ ... تحكموا أظهروا أحقادهم فينا

لم يغنهم مالنا عن نهب أنفسنا ... كأنهم في أمان من تقاضينا

أخلوا المساجد من أشياخنا وبغوا ... حتى حملنا فأخلينا الدواوينا

ثم أثنينا وقد ظلت صوارمنا ... تميس عجباً ويهتز القنا لينا

وللدماء على أثوابنا علق ... بنشره عن عبير المسك يغنينا

فيالها دعوة في الأرض سائرة ... قد اصبحت في فم الأيام تلقينا

أنا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً ... أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا

بيض صنائعنا سود وقائعنا ... خضؤر مرابعنا حمر مواضعا

<<  <   >  >>