لا يظهر العجز منا دون نيل منى ... ولو رأينا المنايا في أمانينا
ما أعوزتنا فرامين نصول بها ... إلا جعلنا مواضينا فرامين
إذا جرينا إلى سبق العلى طلقاً ... إن لم نكن سبقاً كنا مصلينا
نغشى الخطوب بأيدينا فندفعها ... وإن دهتنا دفعناها بأيدينا
ملك إذا فوقت نبل العدو لنا ... رمت عزائمه من بات يرمينا
عزائم كالنجوم الشهب ثاقبة ... ما زال يحرق فيهن الشياطينا
أعطى فلا جوده قد كان عن غلط ... منه ولا أجره قد كان ممنونا
وكم عدو لا أمسى بسطوته ... يبدي الخضوع لنا ختلا وتسكينا
كالصل يظهر ليناً عند ملمسه ... حتى يصادف في الأعضاء تمكينا
يطوي لنا الغدر في نصح يشير به ... ويمزج السم في شهد ويسقينا
وقد نغض ونغضي عن قبائحه ... ولم يكن ذاك عجزاً عن تقاصينا
لكن تركناه إذا بتنا على ثقة ... أن الأمير يكافيه فيكفينا
وقال مسمطاً قصيدة السمؤال بن عادياء في الحماسة:
قبيح بمن ضاقت عن الرزق أرضه ... وطول الفلا رحب لديه وعرضه
ولم يبدل سربال الدجى فيه كضه ... إذا المرء لمك يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
إذا المرء لم يحجب عن العين نومها ... ويغلي من النفس النفسية سومها
أضيع ولم تأمن معاليه لومها ... وإن هو لم يجمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سبيل
وعصبة غدر أرغمتها جدودنا ... وباتت ومنها ضدنا وحسودنا
إذا عجزت عن فعل كيد يكيدينا ... تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليل
رفعنا على هام السماك محلنا ... فلا ملك إلا تفيأ ظلنا
فقد خاف جيش الأكثرين أقلنا ... وما قل من كانت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلى وكهول
يوازي الجبال الراسيات وقارنا ... وتبنى على هام المجرة دارنا
ويأمن من صرف الحوادث جارنا ... وما ضرنا أنا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
ولما حللنا الشام تمت أموره ... لنا وحبانا ملكه وأميره
وبالنيرب الأعلى الذي عزطوره ... لنا جبل يحتله من نجيره
منيع يرد الطرف وهو كليل
يريك الثريا من خلايا شعابه ... وتحدق شهب الأرض حول هضابه
ويعثر خطو السحب دون ارتكابه ... رسا أصله تحت الثرى وسما به
إلى النجم فرع لا ينال طويل
وقصر على الشقراء قدفاض نهره ... وفاق على فخر الكواكب فخره
وقد شاع ما بين البرية شكره ... هو الأبلق الفرد الذي شاع ذكره
يعز على من رامه ويطول
إذا ما غضبنا في رضى المجد غضبة ... لندرك ثأراً أو لنبلغ رتبة
نزيد غداة الكر في الموت رغبة ... وإنا لقوم لا نرى القتل سبة
إذا ما رأته عامر وسلول
أبادت ملاقاة الحروب رجالنا ... وعاش الأعادي حين ملوا قتالنا
لانا إذا رام العداة نزالنا ... يقرب حب الموت آجالنا لنا
وتكرهه آجالهمخ فتطول
فمنا معيد الليث في فيض كفه ... ومورده في أسره كاس حتفه
ومنا مبيد الألف في يوم زحفه ... وما مات منا سيد حتف أنفه
ولا طل يوماً حيث كان قتيل
إذا خاف ضيماً جارنا وجليساً ... فمن دونه أموالنا ورؤوسنا
وإن أججت نار الوقائع شوسنا ... تسيل على حد الظبات نفوسنا
وليست على غير الظبات تسيل
جنى نفعنا الأعداء طوراً وضرنا ... فما كان أحلانا لهم وأمرنا
ومذ خطبوا يوماًُ صفانا وبرنا ... صفونا فإنكدر واخلص سرنا
اناث اطابت حملنا وفحول
لقد وفرت العلياء في المجد قسطنا ... وما خالفت في منشأ الأصل شرطنا
فمذ حاولت في ساحة العز هبطنا ... علونا إلى خير الظهور وحطنا
لوقت إلى خير البطون نزول ... تقر لنا الأعداء عند انتسابنا
وتخشى خطوب الدهر فصل خطابنا
لقد بلغت أيدي العلى في انتخابنا ... فنحن كماء المزن مافي نصابنا
كهام ولا فينا يعد بخيل
نغيث بني الدنيا ونحمل هولهم ... كما يومنا في العز يعدل حولهم