للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بدر أضاءت ثغور الملك فابتسمت ... به فكان لثغر المك كالشنب

بنى المعالي وأفنى المال نائله ... فالملك في عرس والمال في حرب

ببأسه تذلل صعب الحادثات له ... فأصبح الدهر يشكو شدة التعب

به تناسيت ما لاقيت من نصب ... فاليوم قد عاد كالعنقاء في الهرب

بكم تبلج وجه الحق أبياتاص مشيدة ... ولم يمد لها لولاك من طنب

بسطت في الأرض عدلاً لوله اتبعت ... نوائب الدهر لم تغدر ولم تنب

بلغت سيفك في هام العدو كما ... أنشبت سيف العطافي قمة النشب

باشر غرائب أشعاري فقد برزت ... إليك ابكار افكاري من الحجب

بدائع من قريض لو أتيت بها ... في غيركم كان منسوباً إلى الكذب

بقيت ما دام الأفلاك في نعم ... محروسة من صروف الدهر والنوب

وكل هذه القصائد على هذا النمط التزم فيها الحرف في أول البيت وفي آخره إلى أن أكمل حروف المعجم فمن اراد الوقوف عليها فليراجع ديوانه: وقال يمدح الملك الناصر الصالح شمس الدين ابا المكارم صالح حين وي الملك بعد وفاة اخيه الملك العادل سنة ٧١٠ وأرسلها إليه من بغداد

ما هبت الريح إلا هزني اطرب ... إذا كان للقلب في مر الصبا أرب

لذاك أن هيمنت في الدوح أنشده ... بيني وبينك يا دوح الحمى نسب

يا جيزة الشعب لولا فرط بعدكم ... لما غدا القلب بالأحزان ينتعب

فهل يجود بكم عدل الزمان لنا ... يوماً وترفع فيما بيننا الحجب

يا سادة ما ألفنا بعدكم سكناولا اتخذنا بديلا حين نغترب

بود كم صار موصولا بكم نسبي ... لا يوجد الحكم حتى يوجد السبب

فكيف أنساكم بعد المشيب وقد ... صاحبتكم وجلابيب الصبا قشب

أم كيف أصبر مغتراً بأمنية ... والدار تبعد والآجال تقترب

وقد زرتكم وعيون الخطب تلحظني ... شزراً وتعثر في آثاري النوب

وكم قصدت بلاداً كي أمر بكم ... وانتم القصد لا مصر ولا حلب

وكم قطعت إليكم ظهر مقفرة ... لا تسحب الذيل في أرجائها السحب

ومهمه كماء الدجن معتكر ... نواظر الأسد في ظلمائه شهب

حتى وصلت إلى نفس مؤيدة ... منها اللهى والنهى والمجد يكتسب

بمجلس لو رآه الليث قال به ... يا نفس في مثل هذا يلزم الأدب

منازل لو قصدناها بأرؤسنا ... لكان ذاك علينا بعض ما يجب

ارض ندى الصالح السلطان وابلها ... ورأيه لرحا أحوالها قطب

ملك به افتخرت أيامه شرفاً ... واستبشرت بمعالي مجده الرتب

وقالت الشمس حسبي أن فخرت به ... وجهي له شبه واسمي له لقب

لا يعرف العفو إلا بعد مقدرة ... ولا يرى العذر إلا بعدما يهب

سماحة عنونت بالبشر غايتها ... كما تعنون في غاياتها الكتب

وهمة حار فكر الواصفين لها ... حتى تشابه منها الصدق والكذب

قالوا هو البدر قلت البدر ممتحق ... قالوا هو الشمس قلت الشمس تحتجب

قالوا هو الغيث قلت الغيث منتظر ... قالوا هو الليث قلت الليث مغتصب

قالوا هو السيل قلت السيل منقطع ... قالوا هو البحر قلت البحر مضطرب

قالوا هو الظل قلت الظل منتقل ... قالوا هو الدهر قلت الدهر منقلب

قالوا هو الطود قلت الطود ذو خرس ... قالوا هو الموت قلت الموت يجتنب

قالوا هو السيف قلت السيف نندبه ... وذاك من نفسه بالجود ينتدب

قالوا منهم بحكيه قلت لهم ... كل حكاه ولكن فاته الشنب

يا ابن الذين غدت ايامهم عبراً ... بين الأنام بها الأمثال قد ضربوا

كالاسد أن غضبوا والموت أن طلبوا ... والسيف أن ندبوا والسيل أن وهبوا

أن حكموا عدلوا أو املوا بذلوا ... أو حوربوا قتلوا أو غولبوا غلبوا

سويت مسراهم في كل منقبة ... لم يسرها بعدهم عجم ولا عرب

وفقتهم بخلال قد خصصت بها ... لولا الخصوص تساوى العود والحطب

حملت أثقال ملك لا يقام بها ... لو حملتها الليالي مسها التعب

وحطت بالعدل اهل الأرض كلهم ... كأنما الناس أبناء وانت اب

لكل شيء إذا عللته سبب ... وانت للرزق فيما بيننا سبب

<<  <   >  >>