للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى (٤٤)} [فصّلت]، وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢)} [الإسراء]، لكن ما كلّ أحدٍ يوفَّق للاستشفاء به.

ومن النَّاس مَنْ يجعل القرآن آخر الأسباب، وَحَقِيقٌ بكتاب الله تعالى الَّذي عَلِمْنا بَعْضَ شَأْنِه أَنْ يُسْتَشْفَى بِه مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وأنْ يُقَدَّم على كلِّ دواء، والله أعلم.

فإيَّاك أن تكون ممَّن يخالف أمر الله تعالى، فتقع في أعراض الصَّحابة - رضي الله عنهم -، وتقيم الأحقاد في القلب لهم، فالإسلام حرَّم حمل الأحقاد والأضغان، وكُنْ من التَّابعين لهم بإحسان، ممَّن يستغفرون لمن سبقهم في الإيمان.

واعلم أنَّ الصَّحابة أسلم النَّاس قلوباً وأنقاهم سِيرة وسَريرة، وأنَّ القرآن نصَّ على طهارة قلوبهم، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى (٣)} [الحجرات]، وقال تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (٢٢)} [المجادلة].

واعلم أنَّ الله تعالى رضي عن الصَّحابة السَّابقين الأوَّلين ولم يشترط، لكنَّه اشترط على التَّابعين لهم أن يتَّبعوهم بإحسان، فقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (١٠٠)} [التَّوبة].

واعلم أنَّنا لا نأخذ عقيدتنا في الصَّحابة لا إله إلا الله مِنْ كتب التَّاريخ وروايات المؤرِّخين، وإنَّما نأخذ عقيدتنا فيهم مِن كتاب الله تعالى، القائِل فيهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ

<<  <   >  >>