وكتاب الله تعالى فِيه النَّهي عن التَّحزُّب في الدِّين إلى فرق مختلفة المشارب والموارد، قال - جل جلاله -: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ (١٥٩)}
[الأنعام].
وقسَّم الله تعالى النَّاس إلى حزبين حصراً: حزب الله، وحزب الشَّيطان. أمَّا حزب الله فهم الَّذين يوالون الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والَّذين آمنوا، ولذلك امتدحهم الله تعالى وأكَّد نصرهم في الدُّنيا، فقال - عز وجل -: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)} [المائدة]، كما أكَّد فلاحهم في الآخرة، فقال تعالى: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)} [المجادلة].
أمَّا حزب الشَّيطان، فهم الَّذين اجتمعوا على معصية الله تعالى مِن أهل الأهواء والآراء وأصحاب الملل والنِّحل، ولذلك ذمَّهم الله تعالى وأكَّد خسارتهم
(١) متَّفق عليه: البخاري "صحيح البخاري" (م ٤/ج ٧/ص ٧٣) كتاب الأدب. ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٢/ج ٣/ص ٨٧) كتاب الإيمان، واللّفظ لمسلم.