للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَرَأَيْتُمْ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ رَحْلٌ؟ أَيُحْرَقُ مَتَاعُهُ الَّذِي فِي بَيْتِهِ بِالثَّغْرِ أَوْ مَا عِنْدَهُ مِنْ وَدِيعَةٍ أَوْ عَارِيَّةٍ لِإِنْسَانٍ فِي رَحْلِهِ؟ أَرَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ أَعَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ مَتَاعًا، ثُمَّ غَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، أَيُحْرَقُ مَا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ مَتَاعِ صَاحِبِهِ؟ أَرَأَيْتُمْ قَوْمًا مُجْتَمَعِينَ فِي رَجُلٍ غَلَّ بَعْضَهُمْ، وَعَلِمَ بِهِ أَصْحَابُهُ، وَلَمْ يُخْبِرُوا بِمَا صَنَعَ أَيُحْرَقُ مَتَاعُهُ خَاصَّةً أَوْ مَتَاعُهُمْ بِكِتْمَانِهِمْ عَلَيْهِ؟ وَاسْتَكْثَرَ مِنْ الشَّوَاهِدِ فِي تَبْعِيدِ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ بِحَرْقِ رَحْلِ الْغَالِّ ثُمَّ ذَكَرَ الْأَصْلَ الَّذِي بَيَّنَّا فِي كِتَابِ الِاسْتِحْسَانِ.

- إنَّ الْكِبَارَ مِنْ الصَّحَابَةِ، رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، كَانُوا لَا يَعْمَلُونَ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ حَتَّى يَشْهَدَ بِهِ غَيْرُهُ مَعَهُ أَوْ حَتَّى يَحْلِفَ كَمَا هُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -، فَإِذَا كَانَ هَذَا مَذْهَبُهُمْ فِيمَا يَثْبُتُ مَعَ الشُّبُهَاتِ، كَالْمِيرَاثِ، وَفِي الِاسْتِئْذَانِ الَّذِي لَا يَتَعَلَّقُ بِهِ حُكْمٌ مُلْزِمٌ، فَكَيْفَ يُعْتَمَدُ عَلَى حَدِيثٍ شَاذٍّ فِي إقَامَةِ حَدٍّ عَظِيمٍ، وَهُوَ إحْرَاقُ رَحْلِ الْغَالِّ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ إثْبَاتُهُ مَعَ الشُّبْهَةِ.

<<  <   >  >>