لِأَهْلِ الْحَرْبِ، وَالْمُسْتَأْمَنُونَ مَا دَخَلُوا مُحَارِبِينَ، فَبِالْجَمْعِ لَا يَصِيرُونَ مُحَارِبِينَ مَا لَمْ يَنْبِذُوا إلَيْهِمْ، بِخِلَافِ أَهْلِ الْعَسْكَرِ.
٢٤٢٩ - وَكَذَلِكَ إنْ اجْتَمَعُوا مَعَ قَوْمٍ مِنْ الْأُسَرَاءِ، وَمِنْ الَّذِينَ أَسْلَمُوا فِي دَارِ الْحَرْبِ، وَلَهُمْ مَنَعَةٌ إلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَنْبِذُوا إلَى أَهْلِ الْحَرْبِ بِالْمُحَارَبَةِ.
لِأَنَّ الْأُسَرَاءَ مَقْهُورُونَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَاَلَّذِينَ أَسْلَمُوا مَا كَانُوا مُحَارِبِينَ لَهُمْ، فَلَا يَصِيرُونَ مُحَارِبِينَ فِي الظَّاهِرِ، بِمُجَرَّدِ الْمَنَعَةِ، مَا لَمْ يَنْبِذُوا إلَيْهِمْ بِالْمُحَارَبَةِ، وَلَا يَنْتَهِي أَمَانُ الْمُسْتَأْمَنِينَ بِالْتِحَاقِهِمْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْمَنَعَةِ.
٢٤٣٠ - وَإِنْ كَانَ الْأُسَرَاءُ قَدْ نَبَذُوا إلَى أَهْلِ الْحَرْبِ بِالْمُحَارَبَةِ، وَالْمَسْأَلَةُ بِحَالِهَا، فَلَا بَأْسَ لِلْمُسْتَأْمَنِينَ إذَا عَادُوا إلَيْهِمْ أَنْ يَقْتُلُوا مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْهُمْ.
لِأَنَّهُمْ الْتَحَقُوا بِأَهْلِ مَنَعَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، هُمْ مُحَارِبُونَ لِأَهْلِ الْحَرْبِ، وَحُكْمُ الْأَمَانِ يَنْتَهِي بِذَلِكَ. كَمَا لَوْ الْتَحَقُوا بِالْعَسْكَرِ.
٢٤٣١ - فَإِنْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ عَلِمُوا بِهِمْ، فَقَالُوا لَهُمْ حِينَ رَجَعُوا: لِمَ آتَيْتُمُوهُمْ؟ فَقَالُوا: خَرَجْنَا إلَى عَسْكَرِهِمْ تُجَّارًا، وَآتَيْنَاهُمْ لِنَنْهَاهُمْ عَمَّا صَنَعُوا، فَتَرَكُوهُمْ بِمَا قَالُوا، لَمْ يَحِلَّ لَهُمْ أَنْ يَتَعَرَّضُوا لَهُمْ بِشَيْءٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute