للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالْإِحْرَازِ وَسَبَبُ تَمَامِ الْحَقِّ الْإِصَابَةُ مَعَ تَسْلِيمِ الْمُشْرِكِينَ ذَلِكَ لِلْمُصِيبِ، وَلَا شَرِكَةَ لِلْآخَرِينَ فِي هَذَا السَّبَبِ.

٢٩٩٣ - وَلَوْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ شَرَطُوا أَنَّ مَا أَصَابَهُ إنْسَانٌ مِنْ الْأُسَرَاءِ فَهُوَ بَيْنَ جَمِيعِ الْأُسَرَاءِ، وَرَضِيَ الْأُسَرَاءُ بِذَلِكَ، فَهَذَا الْمُصَابُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَإِنْ أَصَابَهُ بَعْضُهُمْ.

لِأَنَّ أَهْلَ الْحَرْبِ إنَّمَا سَلَّمُوهُ لِجَمَاعَتِهِمْ، فَكَانَ هَذَا بِمَنْزِلَةِ مَالٍ وَهَبُوهُ لَهُمْ جَمِيعًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَقَبَضَهُ بَعْضُهُمْ بِرِضَاءِ الْجَمَاعَةِ مِنْهُمْ.

٢٩٩٤ - وَلَوْ كَانُوا شَرَطُوا عَلَيْهِمْ أَنَّ مَا أَصَبْنَا نَحْنُ وَأَنْتُمْ فَلَكُمْ نِصْفُهُ، وَلَنَا نِصْفُهُ، وَاقْتَسَمُوا مَا أَصَابُوهُ نِصْفَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ الْأُسَرَاءُ إلَى دَارِنَا فَجَمِيعُ مَا أَصَابُوهُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا خُمْسَ فِيهِ.

لِأَنَّهُمْ تَمَكَّنُوا مِنْ إخْرَاجِهِ بِتَسْلِيمِ الْمُشْرِكِينَ لَهُمْ، وَإِنَّمَا الْغَنِيمَةُ اسْمٌ لِمَالٍ مَأْخُوذٍ عَلَى وَجْهِ الْقَهْرِ، وَذَلِكَ يَنْتَفِي إذَا سَلَّمَ الْمُشْرِكُونَ لَهُمْ ذَلِكَ.

٢٩٩٥ - فَأَمَّا مَا أَخْرَجَتْهُ الْأُسَرَاءُ هُنَا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسِ أَهْلِ الْحَرْبِ، مِمَّا لَوْ ظَهَرَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْحَرْبِ أَخَذُوهُ مِنْهُمْ. فَإِنَّ ذَلِكَ يُخَمَّسُ وَالْبَاقِي بَيْنَهُمْ عَلَى سِهَامِ الْغَنِيمَةِ.

لِأَنَّ هَذَا مُصَابٌ بِطَرِيقِ الْقَهْرِ، وَلَمْ يَتِمَّ سَبَبُ حَقِّهِمْ فِيهِ قَبْلَ الْإِحْرَازِ بِمَنَعَةِ الْمُسْلِمِينَ.

<<  <   >  >>