للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذَا كَانَ فِعْلُهُ يَنْكَأُ فِيهِمْ فَلَأَنْ يَجُوزَ لَهُ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ يَخَافُ بِسَبَبِهِ الْإِضْرَارَ بِغَيْرِهِ مِنْ الْأُسَرَاءِ، كَانَ أَوْلَى،

وَلَوْ أَنْ سَرِيَّةً دَخَلَتْ أَرْضَ الْعَدُوِّ، فَكَانُوا بِالْقُرْبِ مِنْ عَسْكَرٍ عَظِيمٍ مِنْ الْعَدُوِّ لَا يَعْلَمُونَ بِهِمْ، فَأَرَادَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهِمْ كَرِهْت لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّ فِي فِعْلِهِ هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ بِالْمُسْلِمِينَ قُوَّةٌ عَلَى أَنْ يَنْتَصِفُوا مِنْهُمْ. بِعِلْمِهِمْ وَلَا رُخْصَةَ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِيُقْتَلُوا أَوْ يُؤْسَرُوا.

٣١٨٩ - وَلَوْ كَانَ عَلِمُوا مَكَانَ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَعْرِضُوا لَهُمْ فَلَا بَأْسَ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهِمْ، إذَا كَانَ فِعْلُهُ يَنْكَأُ فِيهِمْ، إلَّا أَنَّهُ إذَا خَافَ أَنْ يُقَاتِلُوا الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُوهُمْ فَالْأَفْضَلُ لَهُ أَلَّا يَفْعَلَ ذَلِكَ نَظَرًا مِنْهُ لِلْمُسْلِمِينَ.

أَلَا تَرَى أَنْ قَوْمًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ لَوْ حَاصَرَهُمْ الْمُشْرِكُونَ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ بِهِمْ طَاقَةٌ، فَدَعَوْهُمْ إلَى الصُّلْحِ وَالْأَمَانِ كَانَ أَفْضَلُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يُصَالِحُوهُمْ وَيَقْبَلُوا أَمَانَهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا إلَّا قِتَالَهُمْ لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ كَمَا فَعَلَهُ حَمِيُّ الدَّبْرِ حِينَ عَرَضُوا عَلَيْهِ الْأَمَانَ فَقَالَ: إنِّي عَاهَدْت اللَّهَ قَبْلَ هَذَا أَلَّا أَقْبَلَ أَمَانًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَمَا زَالَ يُقَاتِلُهُمْ حَتَّى قُتِلَ.

<<  <   >  >>