بَلْ نَحْنُ أَحْرَارٌ وَلً نَرْضَى أَنْ تَأْخُذُونَا فِي الْفِدَاءِ لَمْ يَسَعْنَا أَنْ نَأْخُذهُمْ. لِأَنَّهُمْ صَارُوا فِي دَارِنَا آمِنِينَ، وَالْحُرُّ الْآمِنُ فِي دَارِنَا لَا يَجُوزُ اسْتِرْقَاقُهُ بِحَالٍ، رَضِيَ بِذَلِكَ، أَوْ لَمْ يَرْضَ.
(أَلَا تَرَى) أَنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِمْ لَوْ قَالُوا هُمْ أَحْرَارٌ مِثْلُنَا، وَلَكِنْ خُذُوهُمْ فَهُمْ رَاضُونَ بِذَلِكَ لَمْ يَسَعْنَا أَخْذُهُمْ لِهَذَا الْمَعْنَى، فَكَذَلِكَ فِي الْأَوَّلِ؛ لِأَنَّهُمْ فِي حُكْمِ الْمُسْلِمِينَ أَحْرَارٌ فِي الْوَجْهَيْنِ، فَلَا يَصِيرُونَ مَمَالِيكَ بِمُجَرَّدِ دَعْوَى الرِّقِّ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ.
٣٤٤٧ - فَإِنْ قَالُوا حِينَ رَأَوْا الْمُسْلِمِينَ لَا يَأْخُذُونَهُمْ: نَحْنُ عَبِيدُهُمْ كَمَا قَالُوا، وَقَدْ كَذَبْنَا فِي ادِّعَائِنَا الْحُرِّيَّةَ يَسَعُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَأْخُذُوهُمْ. لِأَنَّهُمْ أَقَرُّوا بَعْدَ مَا أَنْكَرُوا دَعْوَى الَّذِينَ ادَّعَوْا عَلَيْهِمْ الرِّقَّ، وَالْإِقْرَارُ بَعْدَ الْإِنْكَارِ صَحِيحٌ، بِمَنْزِلَةِ مَجْهُولِ الْحَالِ - إذَا ادَّعَى إنْسَانٌ أَنَّهُ عَبْدٌ لَهُ فَكَذَّبَهُ ثُمَّ صَدَّقَهُ كَانَ عَبْدًا لَهُ.
٣٤٤٨ - وَإِنْ قَالَ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ هُمْ أَحْرَارٌ فَخُذُوهُمْ، فَهُمْ رَاضُونَ بِذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَا يَأْخُذُونَهُمْ قَالُوا: هُمْ عَبِيدٌ لَنَا، وَصَدَّقَهُمْ الْمِائَةُ الرَّأْسِ فَلَيْسَ يَسَعُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَأْخُذُوهُمْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute