مُتَفَرِّقِينَ كُلُّ عَسْكَرٍ مِنْ نَاحِيهِ فَبَلَغَ أَحَدُ الْعَسْكَرَيْنِ أَنَّ الْعَدُوَّ تَفَرَّقُوا فِرْقَتَيْنِ، فَأَتَى فَرِيقٌ مِنْهُمْ ثَغْرًا مِنْ ثُغُورِ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْهُ أَوْ غَيْرِهِ، وَأَتَى فَرِيقٌ مِنْهُمْ الْعَسْكَرَ الْآخَرَ لِلَّذِينَ دَخَلُوا مَعَهُمْ، وَخَافُوا عَلَى الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا إنْ لَمْ يُعِينُوهُمْ، فَإِنَّهُ يُنْظَرُ إنْ كَانَ هَذَا الْعَسْكَرُ بِحَالِ لَوْ تَفَرَّقُوا فِرْقَتَيْنِ فَتَذْهَبُ فِرْقَةٌ إلَى الْعَسْكَرِ الْآخَرِ وَفِرْقَةٌ إلَى الثَّغْرِ، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ يَنْتَصِفُونَ مِنْ عَدُوِّهِمْ تَفَرَّقُوا فِرْقَتَيْنِ، فَيَأْتِي كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ حَتَّى يُعِينُوهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ.
لِأَنَّ فِيهِ النِّكَايَةَ لِكُلِّ عَدُوٍّ، وَالنَّجَاةَ لِكُلِّ فَرِيقٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ.
٤٤٥٦ - وَإِنْ كَانُوا لَوْ تَفَرَّقُوا فَرِيقَيْنِ لَمْ يُغْنُوا شَيْئًا فِيمَا يَظُنُّونَ، فَإِنَّهُمْ لَا يَتَفَرَّقُونَ وَلَكِنْ يَأْتُونَ أَهْلَ الْعَسْكَرِ الَّذِينَ فِي دَارِ الْحَرْبِ فَيُعِينُوهُمْ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الثَّغْرِ.
لِأَنَّ الْخَوْفَ عَلَيْهِمْ أَشَدُّ وَهُمْ مِنْ الْمَدَدِ أَبْعَدُ، فَإِنَّ أَهْلَ الثَّغْرِ رُبَّمَا يُعِينُهُمْ الْمُسْلِمُونَ أَوْ يَنْحَازُونَ إلَى الْمُسْلِمِينَ، وَالْعَسْكَرُ الَّذِينَ أَتَاهُمْ الْعَدُوُّ فِي دَارِ الْحَرْبِ لَا يُعِينُهُمْ الْمُسْلِمُونَ وَلَا يَجِدُونَ مَلْجَأً يَنْحَازُونَ إلَيْهِ، فَكَانَ الْعَسْكَرُ الْآخَرُ أَوْلَى بِالْإِعَانَةِ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الثَّغْرِ.
٤٤٥٧ - وَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ الرَّأْيِ مِنْ أَهْلِ الْعَسْكَرِ الَّذِينَ فِي دَارِ الْحَرْبِ أَنَّهُمْ لَا يَنْتَصِفُونَ مِنْ عَدُوِّهِمْ أَتَوْا أَهْلَ الثَّغْرِ وَتَرَكُوهُمْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute