وَذُكِرَ عَنْ عُرْوَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ عَامِرًا وَمَوَاتًا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ» .
وَعَنْ الزُّهْرِيِّ «أَنَّ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَقْطَعَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَسُهَيْلٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَمْوَالًا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ عَامِرَةً» .
وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ غَامِرَةً، وَهِيَ الْخَرَابُ الَّتِي يَبْلُغُهَا الْمَاءُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: فَمَنْ يَسْمَعُ هَذِهِ الْآثَارَ يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ نَفَّلَ بَعْدَ الْإِصَابَةِ عَلَى وَجْهِ نَصْبِ الشَّرْعِ، وَلَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ خَالِصَ حَقِّهِ. فَإِذَا تَأَمَّلَ مَا يُرْوَى عَنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تُخَمِّسُ مَا أَصَبْت مِنْ بَنِي النَّضِيرِ كَمَا خَمَّسْت مَا أَصَبْت مِنْ بَدْرٍ؟ قَالَ: لَا أَجْعَلُ شَيْئًا جَعَلَهُ اللَّهُ لِي دُونَ الْمُؤْمِنِينَ مِثْلَ مَا هُوَ لَهُمْ. وَتَلَا قَوْله تَعَالَى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [الحشر: ٧] » .
ثُمَّ ذُكِرَ:
٩٨٠ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الْأَنْفَالِ فَقَالَ: لَا نَفْلَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ.
إنَّمَا أَرَادَ بِهِ مَا بَيَّنَّا أَنَّ مَا كَانَ خَالِصًا لِرَسُولِ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَلَيْسَ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ مِثْلُ تِلْكَ الْخُصُوصِيَّةِ لِيُنَفِّلَ مِنْهُ. كَمَا كَانَ يُنَفِّلُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute