للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثُمَّ فُرِّعَ عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي بَيَّنَّا أَنَّ التَّنْفِيلَ عِنْدَ حَضْرَةِ الْقِتَالِ يَكُونُ عَلَى ذَلِكَ الْقِتَالِ خَاصَّةً، وَعِنْدَ دُخُولِ دَارِ الْحَرْبِ قَبْلَ أَنْ يُلْقُوا قِتَالًا يَكُونُ بَاقِيًا إلَى أَنْ يَخْرُجُوا إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ يَقُولُ:.

- فَإِنْ خَرَجُوا إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ قَفَلُوا إلَى دَارِ الْحَرْبِ فَقَتَلَ رَجُلٌ قَتِيلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَلَا سَلَبَ لَهُ.

لِأَنَّ حُكْمَ ذَلِكَ التَّنْفِيلِ قَدْ انْتَهَى بِخُرُوجِهِمْ إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ. وَهَذِهِ دُخْلَةٌ أُخْرَى، فَإِنْ لَمْ يُجَدِّدْ الْإِمَامُ تَنْفِيلًا غَيْرَهَا لَمْ يَكُنْ لِلْقَاتِلِ السَّلَبُ.

أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ لَوْ أَقَامُوا سَنَةً ثُمَّ رَجَعُوا لَمْ يَكُنْ لِلْقَاتِلِ السَّلَبُ بِالتَّنْفِيلِ الْأَوَّلِ؟ .

- وَلَوْ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ دَخَلُوا دَارَ الْإِسْلَامِ فَخَرَجُوا يُرِيدُونَهُمْ، فَقَالَ الْأَمِيرُ: مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ. فَهَذَا عَلَى مَا أَصَابُوا فِي وَجْهِهِمْ ذَلِكَ، فِي دَارِ الْإِسْلَامِ وَدَارِ الْحَرْبِ، إلَى أَنْ يَرْجِعُوا إلَى مَنَازِلِهِمْ.

وَإِنْ لَقُوا الْعَدُوَّ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ قَالَ الْأَمِيرُ ذَلِكَ فَهَذَا عَلَى ذَلِكَ الْقِتَالِ خَاصَّةً.

لِمَا بَيَّنَّا أَنَّ الْمُطْلَقَ مِنْ الْكَلَامِ يَتَقَيَّدُ بِمَا هُوَ الْغَالِبُ مِنْ دَلَالَةِ الْحَالِ فِي كُلِّ فَصْلٍ. .

<<  <   >  >>